آيات. علم الدين على مذهب أهل السنة والجماعة. عقيدة المسلمين

تفسير سورة البقرة من آية 28 إلى 29

{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ} مَعنى الهمزةِ التي في "كَيفَ" مِثلُه في قولِك: أتَكفُرُونَ بالله ومعَكُم مَا يَصرِف عن الكُفرِ ويَدعُو إلى الإيمانِ وهو الإنكَارُ والتّعَجُّبُ ، ونَظِيرُه قَولُكَ : أَتَطِيرُ بغَيرِ جَنَاحٍ وكَيفَ تَطِيرُ بغَيرِ جَنَاح، والواوُ في {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا} نُطَفًا في أَصْلَابِ آبَائِكُم. والأمواتُ جَمعُ مَيْتٍ ، ويُقَالُ لِعَادِم الحيَاةِ أَصْلًا مَيْتٌ أيضًا كقولِه تَعالى: {بَلْدَةً مَّيْتًا} {فَأَحْيَاكُمْ} في الأرحَام {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} عندَ انقِضَاءِ آجَالِكُم {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} للبَعْثِ {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)} تَصِيرُونَ إلى الجَزاءِ ، أو ثُم يُحيِيْكُم في قُبُورِكُم ثم إليهِ تُرجَعُونَ لِلنُّشُورِ.

تفسير سورة البقرة من آية 61 إلى 62

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ} هوَ مَا رُزِقُوا في التِّيْهِ مِنَ الْمَنِّ والسَّلْوَى. وإنّما قَالُوا على طَعَامٍ واحِدٍ وهُما طَعَامَانِ لأَنَّهم أرَادُوا بالوَاحِدِ مَا لا يَتَبَدَّلُ ، ولَو كانَ على مَائِدَةِ الرَّجُلِ أَلوَانٌ عِدَّةٌ يُدَاوِمُ علَيهَا كُلَّ يَومٍ لا يُبَدّلُها يُقَالُ لا يَأكُلُ فُلانٌ إلا طَعامًا واحِدًا ويُرَادُ بالوَحْدَةِ نَفيُ التّبَدُّلِ والاخْتِلافِ.

عليكم بالشفاءين القرآن والعسل. أسرار الشفاء بالقرآن الكريم

﴿يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ﴾ وهو العسَلُ لأنه مِمَّا يُشرَب، تُلقيهِ مِنْ فِيها أي مِنْ فَمِهَا لا مِنْ دُبُرِها إذِ الموضِعُ الذي تَحفَظُ فيه العسَلَ في بَطنِها غيرُ الموضِعِ الذي تُخْرِجُ منهُ قذَرَها، كما أنه مِنْ شأنِها أنها لا تتبَرَّزُ في بيتِها أي لا تُخرِجُ قذرَهَا في بيتِها، فتبارَكَ اللهُ أحسَنُ الخالِقين [معناه أحسن الْمُقدرين]. يقولُ الله تعالى: ﴿مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ﴾ منهُ أبيضُ وأصفَرُ وأحمرُ على ألوانِ أغذيتِها، ﴿ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ ﴾ لأنه مِنْ جُملَةِ الأدويةِ النافِعَةِ، وقَلَّ معجونٌ مِنَ المعاجين لَم يذكُرِ الأطباءُ فيه العسَل، وليسَ الغَرضُ أنه شِفاءٌ لكلِّ مريض، وتنكيرُهُ أي الشَّراب لعظيمِ الشّفاءِ الذي فيه.

تفسير سورة البقرة آية 74

ومعنى {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} اسْتِبْعَادُ القَسْوَةِ (قال ابن الجوزي في تفسيره: قالَ إبرَاهِيمُ ابنُ السَّري قَسَتْ في اللُّغَةِ غَلُظَتْ ويَبِسَتْ وعَسَت فقَسوَةُ القَلبِ ذَهَابُ اللِّينِ والرّحمَةِ والخُشُوع مِنهُ، والقَاسِي والعَاسِي الشّدِيدُ الصَّلابَةِ)

تفسير سورة البقرة من آية 41 إلى 43

{وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ} يعني القرآنَ {مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ} مِنَ التّوراةِ يَعني في العِبَادَةِ والتّوحِيدِ والنُّبُوّةِ وأَمْرِ محَمَّدٍ علَيهِ السَّلام (ليسَ في هَذا اختِلافٌ بينَ التّورَاةِ التي أُنزِلَت على مُوسَى وبَينَ القُرءانِ المنَزَّلِ على محمَّدٍ في العَقِيدَةِ، محمَّدٌ مَا جَاءَ بما يُخَالِفُ مَا كانَ علَيهِ موسَى)

تفسير سورة البقرة من آية 46 إلى 48

{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُوا رَبِّهِمْ} أي يَتَوقَّعُونَ لِقَاءَ ثَوابِهِ ونَيلَ مَا عِندَهُ ويَطمَعُونَ فِيهِ. وفُسِّرَ يَظُنُّونَ بـ "يتَيَقَّنُونَ" لِقِراءَةِ عبدِ اللهِ (بنِ مَسعُودٍ) يَعلَمُونَ (لَكنَّها لَيسَتْ قِراءَةً مُتَواتِرَةً)، أيْ يَعلَمُونَ أنّهُ لا بُدَّ مِن لِقَاءِ الجَزاءِ فَيَعمَلُونَ على حَسَبِ ذَلكَ، وأمّا مَن لم يُوقِنْ بالجَزاءِ ولم يَرْجُ الثّوابَ كَانَت علَيهِ مَشَقّةً خَالِصَةً.

تفسير سورة البقرة من آية 92 إلى 95

{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ} بالآياتِ التِّسْعِ {ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ} إلهًا {مِنْ بَعْدِهِ} مِنْ بَعدِ خُرُوجِ مُوسَى علَيهِ السَّلامُ إلى الطُّور. {وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92)} أي عبَدْتُمُ العِجْلَ وأَنتُم واضِعُونَ العِبَادَةَ غَيرَ مَوضِعِها، أو اعتِرَاضٌ أي وأنتُم قَومٌ عَادَتُكُم الظُّلمُ.

تفسير سورة البقرة من آية 99 إلى 101

{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)} المتَمَرّدُونَ منَ الكَفَرَةِ، واللّامُ للجِنْسِ والأحسَنُ أنْ تَكُونَ إشَارَةً إلى أَهلِ الكِتَاب.

تفسير سورة البقرة من آية 103 إلى 106

{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا} برَسُولِ اللهِ والقُرآنِ {وَاتَّقَوا} اللهَ فتَركُوا مَا هُم علَيهِ مِن نَبْذِ كِتَابِ اللهِ واتّبَاعِ كُتُبِ الشّيَاطِينِ {لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)} أنَّ ثَوابَ اللهِ خَيرٌ مِمّا هُم فِيهِ وقَدْ عَلِمُوا ، لَكنَّهُ جَهَّلَهُم لَمّا تَرَكُوا العَمَلَ بالعِلْمِ والمعنى لأُثِيبُوا مِن عِندِ اللهِ مَا هوَ خَيرٌ ، وأُوْثِرَتِ الجُملَةُ الاسمِيَّةُ على الفِعلِيَّةِ في جَوابِ لَو لِمَا فِيهَا مِنَ الدِّلَالَةِ على ثَبَاتِ الْمَثُوبَةِ واسْتِقرَارِهَا.

تفسير سورة البقرة من آية 107 إلى 110

{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَـاوَاتِ وَالأرْضِ} فهوَ يَملِكُ أُمُورَكُم ويُدَبّرُها وهوَ أَعلَمُ بِما يتَعَبَّدُكُم بهِ مِن نَاسِخٍ أو مَنسُوخٍ. {وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ} يَلِيْ أَمْرَكُم {وَلا نَصِيرٍ} [البقرة : 107] نَاصِرٍ يَمنَعُكُم مِنَ العَذَاب

تفسير سورة البقرة من آية 117 إلى 120

{وَإِذَا قَضَى أَمْرًا} أي حَكَمَ أو قَدَّرَ {فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [البقرة : 117] هوَ مِن " كَانَ " التَّامّةِ أيْ احْدُثْ فيَحْدُثْ ، وهَذا مجَازٌ عن سُرعَةِ التَّكوِينِ وتَمثِيلٌ ولا قَولَ ثَمَّ. وإنّما المعنى أنّ مَا قَضَاهُ مِنَ الأُمُورِ وأَرادَ كَوْنَهُ فَإنّما يتَكَوَّنُ ويَدخُلُ تَحتَ الوجُودِ مِن غَيرِ امْتِنَاعٍ ولا تَوقُّفٍ كَمَا أنّ المأمُورَ الْمُطِيعَ الذي يُؤمَرُ فيَمْتَثِلُ لا يَتَوقَّفُ ولا يَمتَنِعُ ولا يَكُونُ مِنهُ إبَاءٌ. وأَكَّدَ بهذا استِبْعَادَ الوِلادَةِ لأنّ مَن كانَ بهذِه الصِّفَةِ مِنَ القُدرَةِ كَانَت صِفاتُه مُبَايِنَةٌ لِصِفَاتِ الأجسَام فأَنَّى يُتَصَوَّرُ التَّوَالُدُ ثَمَّ.