تفسير سورة البقرة من آية 99 إلى 101
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
من تفسير الإمام النسفي (ت 710 هـ) مدارك التنزيل وحقائق التأويل:
{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)} المتَمَرّدُونَ منَ الكَفَرَةِ، واللّامُ للجِنْسِ والأحسَنُ أنْ تَكُونَ إشَارَةً إلى أَهلِ الكِتَاب.
وعنِ ابنِ عبّاسٍ رَضيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ ابنُ صُورْيَا لِرَسولِ الله صلى الله عليه وسلّم : مَا جِئتَنَا بشَيءٍ نَعرِفُه ومَا أُنزِلَ عَلَيكَ مِن آيَةٍ فنَتّبِعَكَ بها فنزَلَت
{أَوَكُلَّمَا} الواوُ للعَطْفِ على مَحذُوفٍ تَقدِيرُه أَكَفَرُوا بالآياتِ البَيّنَاتِ
وكُلَّمَا {عَـاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ} نَقَضَهُ ورَفَضَهُ وقَالَ
{فَرِيقٌ مِنْهُمْ} لأنّ مِنهُم مَن لم يَنقُض
{بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100)} بالتّورَاةِ ولَيسُوا مِنَ الدّينِ في شَيءٍ فَلا يَعُدُّونَ نَقضَ الْمَواثِيقِ ذَنبًا ولا يُبَالُونَ بهِ.
{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ علَيهِ وسَلّم
{مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} أي التّورَاةَ، والذينَ أُوتُوا الكِتَابَ اليَهُودُ
{كِتَابَ اللَّهِ} يَعني التّورَاةَ لأنَّهم بكُفرِهم برَسُولِ اللهِ صلّى اللهُ علَيهِ وسَلَّم المصَدِّقِ لِمَا مَعهُم كَافِرُونَ بها نَابِذُونَ لَها. أو كِتَابَ اللهِ القُرآنُ نَبَذُوهُ بَعدَ مَا لَزِمَهُم تَلَقِّيْهِ بالقَبُولِ.
{وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} مَثَلٌ لِتَرْكِهِم وإعْرَاضِهِم عَنهُ، مُثِّلَ بِما يُرمَى بهِ وَراءَ الظُّهُورِ اسْتِغنَاءً عَنهُ وقِلَّةَ الْتِفَاتٍ إلَيهِ
{كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)} أنّهُ كِتَابُ الله.
https://www.islam.ms/ar/?p=519