يحرم النَّدْبُ والنّياحَةُ
يحرم النَّدْبُ والنّياحَةُ.
الشرح: مِنْ مُحَرّماتِ اللسانِ التي هي من الكبائر النَّدبُ والنّياحة فالنَّدبُ هو ذِكْرُ مَحاسِنِ الْمَيّت برَفْع الصّوْتِ كواجبَلاه وواكَهْفاه، وأما النّياحَةُ فهي الصّياحُ على صورة الْجَزَعِ لِمُصِيْبَةِ الْمَوتِ فتَحرُم إذا كانت عن اختيارٍ لا عن غلَبة. وقد روى البزّار وغيرُه مرفوعًا: « صَوتان مَلعُونانِ في الدُنْيا والآخِرَة مِزمارٌ عندَ نِعمةٍ ورنَّةٌ عندَ مُصِيبةٍ ».
الشخصُ يُعذّبُ بذُنوبِه ولا يُعذّبُ بذُنُوبِ غَيرِه
اعلَم رحمَكَ اللهُ أنّ اللهَ يَقولُ: ﴿ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزرَ أُخْرَى﴾ [سورة النجم آية 38]، وقال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفسٍ بِمَا كَسَبت رَهِينَة ﴾ [سورة المـدثِّر آية 38] فالمسلمُ لا يُعذّبُ بذَنبِ غَيرهِ.
وإنّ مما يجبُ التّحذيرُ منه اعتقادَ بعضِ النّاسِ أنّ الميّتَ يُعذَّبُ بنَوحِ أهلِه علَيه.
وأمّا حَديثُ « إنَّ الميّتَ يُعَذَّبُ في قَبره بما نِيْحَ عَليه » رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرَ رضي الله عنهما فهو محمُولٌ على ما إذا أَوصَى بالنّياحَةِ عَليه، أو سَكتَ عن النّهيِ عنه وهو يظُنُّ أنَّ أهلَهُ يَنُوحُونَ علَيهِ بَعدَ مَوتِه معَ رَجائِه امتِثَالَ نهيِهِ.
فمَنِ اعتَقدَ أنّ الميّتَ يُعذّبُ بنَدبِ أهلِه علَيه فقد كذب الدين والعياذُ باللهِ لمعَارضَتِه قولَ اللهِ تَعالى ﴿ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخرَى﴾ فإنّ هذه الآيةَ مَعناها النّفسُ الآثمةُ لا تحمِلُ إثمَ غَيرِها.
الشخصُ يُعذّبُ بذُنوبِه ولا يُعذّبُ بذُنُوبِ غَيرِه، إلا إذا كانَ هوَ قَصّرَ ولم يَنهَهُم عن المعصِية، أما الذي يَنهَى عن المعاصِي ولا يعمَلُ المعَاصِي بنفسِه هذا لا يُعَذّبُ.
https://www.islam.ms/ar/?p=865