فائدة في الحوقلة. معنى لا حول ولا قوة إلا بالله
بسم الله الرحمن الرحيم
فائدة لإذهاب الهمّ والغمّ والحزن بإذن الله
ورد أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: « من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كان دواء من تسعة و تسعين داء أيسرها الهمّ » رواه الحافظ الطبراني رحمه الله.
في مسند البزار (5\374) " عن القاسم بن عبد الرحمـٰن عن أبيه عن عبد الله قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لا حول ولا قوة إلا بالله فقال رسول الله « تدري ما تفسيرها » قلت الله ورسوله أعلم قال « لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله »" اﻫ
لا حول ولا قوة إلا بالله معناها لا حول عن معصية الله إلا بحفظ الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله، والمعنى أن الله هو خالق أعمال العباد كلها، فمن وُفِّقَ إلى شىء من الخير فبتوفيق الله وإرادته وخلقه تعالى، ومن فعل شيئا من الحرام فبإرادة الله وخلقه كذلك، وكذلك من فعل الكفر أو الضلال فهو بخلق الله وبإرادته وخذلان الله له، لا يخلق أحد شيئا إلا الله تعالى الذي هو خالق كل شىء سبحانه سواء كان خيرا أو شرا، ولكن الله يرضى الخير ولا يرضى الشرّ. قال الله تعالى: {قل الله خالق كل شىء} [سورة الرعد، الآية 16] فأكثروا إخواني وأخواتي من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها غراس الجنة، من قالها مرة كان له في الجنة شجرة ساقها من ذهب.
رَوَى أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ « مُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ وَأَرْضَهَا وَاسِعَةٌ، قَالَ: "وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟"، قَالَ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ » قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ « يَا عَبْدَ اللهِ بنَ قَيْسٍ، أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، قُلْ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ». وَمَعْنَى لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ: لاَ حَوْلَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ إِلاَّ بِعِصْمَةِ اللهِ وَلاَ قُوَّةَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ إِلاَّ بِعَوْنِ اللهِ.
وليعلم إخواني حفظنا الله أن الله تعالى خلق الخلق كله لأنه يفعل ما يريد، لا معقب لحكمه ولا رادّ لقضائه سبحانه لا يشبه شيئا ولا يشبهه شىء، ولا يحتاج الله تعالى إلى شىء أبدا لأنه تعالى قديم أزلي لا ابتداء لوجوده، وكلّ ما سواه محدث مخلوق بإرادته سبحانه، فالله خلق الخلق كلهم أعيانهم وأعمالهم كلها من دون استثناء شىء منها.
قال الله تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [سورة الذاريات، الآية 56] أي إلا ليأمرهم سبحانه بعبادته، فمن آمن وفعل خيرا استفاد ودخل جنة الله خالدا فيها أبدا، ومن كفر وفعل الشر والضلال فلا يضرّ إلا نفسه ودخل جهنم خالدا فيها أبدا والعياذ بالله تعالى كما نص القرآن في كليهما، فسبحان الذي لا حاكم له ولا آمر، فعال لما يريد، وما ربك بظلام للعبيد، أنشروها لكم أجر من الله، دعاكم لمن نشرها
https://www.islam.ms/ar/?p=18