لا يجوز ذم اللغة العربية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين لهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسَن صَلَوَاتُ اللهِ البَرِّ الرَّحيم والملائِكَةِ الْمُقرَّبينَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ أشْرَفِ الـمُرسَلِين وحَبِيبِ رَبِّ العَالمين وعلى جميعِ إخوانِهِ مِنَ النَّبِيينَ والـمُرسَلِين وَءَالِ كُلٍّ والصَّالِحين وسلامُ اللهِ عليهم أجمعين
اعلمْ رَحِمَكَ الله أنّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ مدحَ اللُّغةَ العربيةَ وأمَر بِمَحَبَّتِها فهيَ لغَةُ أهلِ الجنّةِ وأوّلُ لُغةٍ تكَلّمَ بها ءَادَمُ في الجنّةِ وهيَ اللّغةُ التي أُنزِل بها القرءانُ الكريمُ فلا يجوزُ مَسَبَّتُها والاستهزاءُ بها.
واعلَمُوا أنَّ اللّغةَ العرَبيّةَ هيَ أفضَلُ اللّغاتِ ولغةُ أفضَلِ الخَلقِ سيدِنا محمدٍ صَلَّى الله عليه وسلم وهيَ أسْهَلُ لُغَةٍ ويدلّ على ذلك قولُهُ تعالى ﴿ ولقَدْ يَسَّرْنَا القُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُّدَّكِرٍ ﴾ [سورة القمر / 17]، ولكن بسببِ اختلاطِ العَجمِ بالعَربِ صَارَ بَعضُ مَن لا عِلْمَ له يقولُ "اللغةُ العَربية صَعْبَة" وهذا القولُ لا يجوزُ، بل اللغةُ العَربيةُ هيَ أحسَنُ لغةٍ وأسهلُ لغةٍ وهيَ لغةُ القرءانِ الكريم أفضلِ الكتُبِ السّماوية.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأنبياء: « أربعة من العرب : هود وصالح وشعيب ونبيك محمد ».
فلا يجوزُ سَبُّ اللغةِ العربيةِ ولا تنقِيصُها ولا ذمُّهَا ولا سَبُّ حرفٍ واحدٍ منها كالألِفِ والعَين أو غيرِ ذلكَ، ولا يجوزُ أيضًا سَبُّ القواعدِ العربية النّحْوِ والصّرْفِ لأَنَّهُمَا يُسَاعِدَانِ عَلَى فَهْمِ الحدِيث وَفَهْمِ القُرْءَان، ولا يجوزُ سَبُّ البلاغَةِ والعَرُوض، ولا يجوزُ سَبُّ غيرِ ذلكَ من علُومِ العربيةِ النّافِعةِ. فمنْ سبَّ اللغةَ العربيةَ وحَقَّرَها أو سبَّ حَرْفًا وَاحِدًا منها فقَد هَلَكَ وَخرج من الإسلام وَالعِيَاذُ بِالله لأنَّهُ سبَّ لغةَ القرءانِ وحَرْفًا مَوجُودًا في القرءانِ الكَريم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : « أَكْثَرُ خَطَايَا ابْنِ آدَمَ مِنْ لِسَانِهِ » [رواه لطّبراني].
قال الله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [سورة ق]
فاحفَظُوا ألسِنَتكم عن هذا وعن كُلِّ كَلامٍ لا خَيرَ فيه.
عنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُمَا أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ قال « أحِبُّوا العرَبَ لثَلاثٍ لأنّي عَربيّ والقُرءانَ عَربيّ وكلامَ أهلِ الجنّةِ عَربيٌّ » رواه ابنُ أبي شَيبةَ والحاكم وَغَيْرُهُمَا.
أنظر: كَيْفَ يُحَافِظُ المُسْلِمُ عَلَى إيـمَانِهِ: إجْتِناب الوُقوع في الرّدّةِ والكُفْرِ
الحمد لله ربّ العالمين
https://www.islam.ms/ar/?p=106