القَلَمُ الأعْلَى وَاللَّوْحُ المحفوظُ، الأرْضُ، السَّمواتُ السَّبْعُ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الأمين وبعد،
بَعْدَ أنْ خَلَقَ اللهُ تَعَالَى الماءَ وَالعَرْشَ، خَلَقَ القَلَمَ الأعْلَى ثُمَّ اللَّوْحَ المحْفُوظَ ثُمَّ سَائِرَ المخْلُوقَاتِ.
القَلَمُ الأعْلَى وَاللَّوْحُ المحفوظُ: وَرَدَ في وَصْفِ اللَّوْحِ المحْفُوظِ أنَّهُ مِنْ دُرَّةٍ بَيضَاءَ حَافَّتَاهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ، عَرضُهُ مَسِيرَةُ خَمْسِمائةِ عَامٍ.
أمَرَ اللهُ تَعَالَى القَلَمَ أن يكْتُبَ فَجَرَى بِقُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى مِنْ غَيْرِ أنْ يُمْسِكَهُ أحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ، فَكَتَبَ عَلَى اللَّوْحِ المحْفُوظِ ما كَانَ وَمَا يَكُونُ في الدُّنْيَا إلى نِهَايَتِها. ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ بِخمْسِينَ ألفَ سَنَةٍ خَلَقَ اللهُ السَّمواتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أيَّامٍ، فَلا يُولَدُ إنْسَانٌ وَلا تَنْزِلُ قَطْرَةُ مَاءٍ مِنَ السَّماءِ إلا عَلَى حَسَبِ مَا كُتِبَ فِي اللَّوْحِ المحْفُوظِ.
الأرْضُ: الأرْضُ التي نَحْنُ عَلَيْهَا هِيَ وَاحِدَةٌ مِنْ سَبْعِ أرَضِين خَلَقَهَا اللهُ تَعَالى وَهِيَ أعْلاهَا، وَكُلُّ أرْضٍ مُنْفَصِلَةٌ عَنِ الأخْرى، وَجَهَنَّمُ تَحْتَ الأرْضِ السَّابِعَةِ وَهِيَ النَّارُ الَّتِي تَوَعَّدَ اللهُ بِها الكفار والعُصَاةَ مِنْ عِبَادِهِ. وَكَانَ خَلْق هذِهِ الأرْضِ في اليوْمَيْنِ الأوَّلَيْنِ مِنَ الأيَّمِ السّتّ.
السَّمواتُ السَّبْعُ: بَعْدَ أن خَلَقَ اللهُ تَعَالى الأرْضَ خَلَقَ السَّمواتِ السَّبْعَ، وَهِيَ أجْرَامٌ صلْبَةٌ رَفَعَهَا اللهُ بِغَيْرِ عَمَدٍ، مُنْفَصِلَة عَنْ بَعْضِهَا البَعْضِ، بَيْن الوَاحِدَةِ وَالأخْرَى مَسَافَةُ خَمْسِمَائَةِ عَامٍ، وَلِكُلّ سَماءٍ بابٌ. وَفَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعةِ تُوجَدُ الجَنَّةُ.
مَرَافِقُ الأرضِ: وَبَعْدَ خَلْقِ السَّمواتِ السَّبْعِ خَلَقَ اللهُ تَعَالى مَرَافِقَ الأرْضِ كالأنْهَارِ والأشْجَارِ وَالجِبَالِ وَغَيْرِها.
آدمُ: ثُمَّ خَلقَ اللهُ تَعَالى أدَمَ فِي أخِرِ اليَوْمِ السَّادِسِ وَهُوَ يَوْمُ الجُمُعَةِ وَأدمُ هوَ أخِرُ المخْلُوقَاتِ مِنْ حيثُ الجِنسُ وأوّلُ الأنبياءِ خَلَقَهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ تُرَابِ الأرْضِ بَعْدَ أن خُلِطَ بماءٍ مِنَ الجَنَّةِ، وَخَلَقَ مِنْ ضِلَعِهِ الأيْسَرِ حَوَّاءَ، وَكَانَ خَلْقُ الملائِكَةِ وَالجِنّ وَالبَهَائِمِ قَبْلَ خَلْقِ أدَمَ.
https://www.islam.ms/ar/?p=78