فضيلة التعفف والقناعة في الإسلام. خطبة جمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى :
إنَّ الحَمدَ لله نحمدُهُ ونستعينهُ ونستهديهِ ونشكرُهُ ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنَا ومن سيئاتِ أعمالنا، مَن يهدِ الله فلا مُضِلَّ لهُ ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إلـهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ لهُ ولا مثيلَ لهُ، ولا ضِدَّ ولا نِدَّ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرَّةَ أعينِنَا محمّدًا عبدهُ ورسولهُ وصفيُّه وحبيبُه صلّى الله وسلَّمَ عليهِ وعلى كلّ رسولٍ أرسلَهُ .
أمّا بعدُ عبادَ الله، فإنّي أوصيكُمْ ونفسي بتَقْوى الله العليّ القديرِ القائلِ في مُحْكَمِ كِتابِهِ: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [سورة الحشر]. كلامُنا اليومَ، إخوةَ الإيمانِ، عن موضوعٍ بالغِ الأهميةِ وقلَّ منَ النّاسِ مَنْ يتكلَّمُ فيهِ وقلَّ منَ النّاسِ مَنْ يحُثُّ عليهِ، بلْ كثيرٌ يدفعونَ بعضَهُم البعضَ إلى عكسِهِ. كلامُنا اليومَ عنِ التعفُّفِ. فاسمعوا معي كيفَ مَدَحَ القرءانُ العظيمُ أهلَ الصُّفَّةِ وتعفُّفَهم حيثُ قالَ ربُّنا تبارَكَ وتعالى: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [سورة البقرة]. هؤلاءِ الذينَ تعفَّفُوا عنِ السؤالِ، تعفَّفوا عنِ المَسْأَلَةِ، تعفَّفُوا عنِ الطَّلَبِ، عنْ طَلَبِ المالِ مِنَ النّاسِ فيَحْسَبُهُمْ مَن لا يعرفُ حالَهُمْ أغنياءَ لإظْهارِهِمُ التَّحَمُّلَ وترْكِهِمُ المسألةَ أيْ طلبَ المالِ. ومِنْ هؤلاءِ، إخوةَ الإيمانِ، أبو هريرةَ صاحبُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الذي كانَ يُغْشَى عليهِ من شدَّةِ ألمِ الجوعِ ولَمْ يلْجَأْ إلى أكْلِ المالِ الحرامِ. فعنْ أبي هريرةَ رضيَ الله عنهُ قالَ: « والله الذي لا إلـهَ إلا هوَ إنْ كنتُ لأَعتَمِدُ بِكَبِدِي على الأرضِ منَ الجوعِ » تخيَّلْ معي أخي المُؤْمنَ صاحبًا مِنْ أصحابِ محمَّدٍ مِن خيرةِ أصحابِ محمدٍ يعْتَمِدُ بِكَبِدِهِ على الأرضِ منَ الجوعِ. قالَ رضيَ الله عنهُ: « وإنْ كنتُ لأَشُدُّ الحجرَ على بطْنِي منَ الجوعِ ولقدْ قَعَدْتُ يومًا على طريقِهِمُ الذي يَخْرُجونَ مِنْه (أيْ لِيَدْعوهُ أحَدُهُم) فمَرَّ بيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فتبسَّمَ حينَ رءاني وعَرَفَ ما في وجْهي وما في نَفْسي ثمَّ قالَ: أبا هِرّ، قلتُ: لبَّيْكَ يا رسولَ الله »!! يا حبيبي يا رسول الله، يا نبي الرحمة والمرحمة ! الفقيرُ الجائعُ الذي يعتمِدُ بِكَبِدِهِ على الأرضِ يتلطف به رسولُ الله ويقولُ لهُ «أبا هِرٍ» وهوَ مَعَ جوعِهِ وأَلمَهِ يقولُ « لبَّيْكَ يا رسولَ الله ». يتابع أبو هريرة قائلاً: « قالَ: الْحَقْ، ومَضَى، فاتَّبَعْتُهُ، فدَخَلَ فاستأْذَنَ فأُذِنَ لي، فدَخَلْتُ فوَجَدَ لَبَنًا (أي حليبًا) في قَدَح فقالَ رسولُ الله: مِن أينَ هذا اللَّبَنُ ؟ قالوا أهْدَاهُ لكَ فُلانٌ أو فُلانَةُ قالَ: أبا هرّ، قلتُ: لبّيكَ يا رسولَ الله، قالَ: الْحَقْ إلى أهلِ الصُّفَّةِ فادْعُهُم لي ، قالَ : وأهلُ الصُّفَّةِ أَضْيافُ الإسلام لا يأْوُونَ على أهلٍ ولا مالٍ ولا على أحدٍ، وكانَ إذا أتَتْهُ صدَقَةٌ بَعَثَ بها إليهِمْ ولَمْ يتناوَلْ منها شيْئًا، وإذا أتَتْهُ هديَّةٌ أرْسَلَ إليهِم وأصابَ منهَا وأشرَكَهُم فيها، فساءَني ذلكَ (أي قد يفوتني منها نصيبٌ) فقلتُ: وما هذا اللَّبنُ في أهلِ الصُّفَّةِ ؟ (يعني أبو هريرةَ أنَّ هذا اللَّبنَ قليلٌ جدًا بالنّسْبةِ لأهْلِ الصُّفَّةِ وكانَ عدَدُهُمْ قريبَ المائتين) قالَ: كنتُ أَحَقَّ أنْ أصيبَ من هذا اللّبنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بها، فإذا جاؤوا أمرَني فكنتُ أنا أُعْطِيهِم، وما عسى أنْ يَبْلُغَنِي مِن هذا اللَّبنِ ؟ ولم يَكُنْ مِنْ طاعةِ الله وطاعةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بُدٌّ (أيْ لا بُدَّ مِنْ طاعةِ الله وطاعةِ رسولِ الله). قالَ رضيَ الله عنهُ : « فأَتَيْتُهُم فدَعَوْتُهُم فأَقبَلوا واستأْذَنوا فأُذِنَ لهم وأَخَذُوا مجالِسَهُم منَ البيتِ. قال: أبا هرّ ، قلتُ: لبَّيكَ يا رسولَ الله، قالَ: خُذْ فأَعْطِهِم ، قالَ: فأَخَذْتُ القَدَحَ فجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجلَ فيَشْرَبُ حتَّى يَرْوَى، ثمَّ يَرُدَّ عليَّ القدَحَ حتّى انتهيتُ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم »!! فهذا مِنْ معجزاتِ محمَّدٍ، هذا مِنْ بركاتِ محمدٍ صلواتُ ربّي وسلامُهُ عليهِ. قالَ أبو هريرةَ : « فجَعَلْتُ أعطيهِ الرجُلَ فيشرَبُ حتّى يَرْوَى ثمَّ يَرُدَّ عليَّ القَدَحَ حتّى انتهيتُ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقد رَوِيَ القومُ كُلُّهم فأخَذَ القَدَحَ فوضَعَهُ على يَدِهِ فَنَظَرَ إليَّ فَتَبَسَّمَ فقالَ: أبا هرّ ، قلتُ: لبّيكَ يا رسولَ الله، قالَ : بَقِيتُ أنا وأنتَ ، قلتُ: صَدَقْتَ يا رسولَ الله، قالَ: اقعُدْ فاشْرَبْ ، فقَعَدْتُ فشَرِبْتُ فقالَ: اشرَبْ فشرِبْتُ فما زالَ يقولُ اشربْ حتَّى قلتُ: لا والذي بَعَثَكَ بالحقّ لا أَجِدُ لهُ مَسْلَكًا، قالَ: فأَرِنِي، فأَعْطَيْتُهُ القَدَحَ فَحَمِدَ الله تعالى وسَمَّى وشَرِبَ الفَضْلَةَ صلى الله عليه وسلم ».
فيا أخي المؤمنَ، ارفعْ نفسَكَ بالتقوَى فإنَّ عِزَّها بتَقْوى الله ولا تُعْطِ نفسَكَ هواها فإنَّ شِفاءَها بِمُخالَفَتِها فإنْ كنتَ ممَّنْ لا تستحقُّ الصدقةَ فلا تطلُبْها، فقد قالَ عليهِ الصلاةُ والسّلامُ : « لا تَحِلُّ المسألةُ لغنيّ ولا لذي مِرَّةٍ سويّ ». أَيْ : لا تَحِلُّ الشَّحاذَةُ لِمُكتفٍ ولا لشخصٍ قويّ يستطيعُ الكسْبَ. ولقدْ رُوِيَ عنِ ابنِ مسعودٍ رضيَ الله عنهُ أنّهُ قالَ: « إنَّ الله يحبُّ العفيفَ المتعفّفَ ويُبْغِضُ الفاحِشَ البذيءَ السّائِلَ المُلْحِفَ الذي إِنْ أُعْطِيَ كثيرًا أَفْرَطَ في المدحِ وإِنْ أُعْطِيَ قليلاً أفْرَطَ في الذَمّ ». فيا أخي المؤمنَ عَوّدْ نفسَكَ القناعةَ، اقْنَعْ بما قسَمَهُ الله لكَ في أمرِ الزوجةِ والنّفقةِ والمسْكنِ ولا تَنْظُرْ إلى مَنْ هوَ أعلى منكَ في أمرِ الدُّنيا بلِ انظُرْ إلى مَنْ هوَ دونَكَ تَحْمَدِ الله على ما أنتَ فيهِ. وقَدْ رُوِيَ عنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ : « القناعةُ كَنْزٌ لا يفْنى » أيْ كأنَّها لا تَفْنى. فَكَمْ وكَمْ من أشخاصٍ يأكلونَ المالَ الحرامَ باسمِ الفقرِ وباسمِ الحاجةِ وهمْ ليسوا منْ أهلِ الحَاجةِ، فقدْ وُجِدَ في مَتَاعِ صَحَابيّ دينارانِ من ذهبٍ وكانَ هوَ ممَّنْ يأخُذُ الصدقةَ فقالَ عنهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : « كَيَّتانِ من نارٍ ». وقال عليهِ الصلاةُ والسلامُ في حديثٍ ءاخرَ: « كلُّ لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ ـ أي من حَرَامٍ ـ فالنَّارُ أوْلى بهِ ».
اللهمَّ جَنّبْنا الحرامَ وارزُقْنا التُّقَى والغِنَى والعفافَ والعفَّةَ والتعفُّفَ يا أرحمَ الراحمينَ يا ربَّ العالمينَ يا الله. هذا وأسْتَغْفِرُ الله لي ولَكُم.
الخطبةُ الثانيةُ :
إنَّ الحَمدَ لله نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستهديهِ ونشكرُهُ ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنَا ومِن سيئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِ الله فلا مُضِلَّ لهُ ومن يُضلِل فلا هاديَ له ، والصلاةُ والسلامُ على سيّدِنا محمّدِ ابنِ عبدِ الله وعلى ءالِهِ وصحبِهِ ومنْ والاهُ. أمّا بعدُ عبادَ الله، فإنّي أوصيكُمْ ونفسي بتقوَى الله العليّ العظيمِ، فليتَّقِ الله كلُّ واحدٍ منّا ولْيؤْثِرِ الآخرةَ ولْيُؤْثِرْ ما يبقَى على ما يفْنَى وليَكُنْ كما قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: « كُنْ في الدنيا كأنَّكَ غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ ». لا تُعَلّقْ قلبَكَ في مستقبلِكَ من حيثُ المعيشةُ والمالُ لأنَّ المستقبلَ عِلْمُهُ عندَ الله، فقَدْ يَسْتَقْبِلُ الرجلُ يومًا لا يَسْتَكمِلُهُ وقد يَسْتَقْبِلُ ليلةً لا يَستدْبِرُها، فالدنيا إلى الزَّوالِ. رُوِيَ أنَّ سيدنا عيسى ابنَ مريمَ عليهِ السلامُ قال له رجلٌ : يا نبيَّ الله أكونُ معَكَ، فانْطَلَقا فانْتَهَيَا إلى شَطّ نَهَرٍ فجَلَسَا يَتَغَدَّيانِ ومَعَهُمَا ثلاثةُ أَرْغِفَةٍ فأكلا رغيفَيْنِ وبَقِيَ رغيفٌ فقامَ عيسى عليهِ السلامُ إلى النَّهَرِ فشَرِبَ منهُ ثمَّ رجَعَ فلم يجِدِ الرغيفَ فقالَ للرجلِ: مَن أخذَ الرَّغِيفَ ؟ قالَ: لا أدرِي، فانطلقَ ومعَهُ الرجلُ فرأى ظَبْيَةً (غزالةً) ومعَهَا وَلَدَانِ لها فدَعا واحِدًا فأتاهُ فذَبَحَهُ واشْتَوَى منهُ فأكلَ هوَ وذلكَ الرجلُ ثمَّ خاطبَ عيسى عليهِ السلامُ الظبيَ بعدَ أنْ ذَبَحَهُ وأكلا منهُ وقالَ لهُ: قُمْ بإذنِ الله عزَّ وجَلَّ، فقامَ، فقالَ للرجلِ: أسألُكَ بالذي أراكَ هذهِ الآيةَ مَن أخذَ الرغيفَ ؟ قالَ: لا أدرِي، فانطلقا حتى انْتَهَيَا إلى مَفَازَةٍ (فلاة) فجَمَعَ عيسى صلى الله عليه وسلم تُرابًا وكَثِيبًا (أي رَملاً) ثمَّ قالَ لهُ: كُنْ ذَهَبًا بإذنِ الله عزَّ وجلَّ، فصارَ ذَهَبًا، فَقَسَّمَهُ ثلاثةَ أقسام فقالَ: ثُلُثٌ لي وثُلُثٌ لكَ وثُلُثٌ للذِي أخَذَ الرغيفَ، فقالَ: أنا الذي أخَذْتُ الرغيفَ، فقالَ لهُ سيدُنا عيسى عليهِ السلامُ: كلُّهُ لكَ، وفَارَقَهُ. فانتهى لهذا الرجلِ الذي أخذَ الذهبَ رَجُلانِ أرادا أنْ يأخُذَا منهُ الذهبَ ويَقْتُلاهُ فقالَ لهما: هوَ بَيْنَنَا أَثْلاثًا، فقَبِلا ذلكَ فقالَ: يذهَبُ واحدٌ إلى القريةِ حتى يشتريَ لنا طعامًا فذهَبَ واحدٌ واشترى طعامًا وقالَ في نفسِهِ: لأيّ شىءٍ أُقَاسِمُهُمَا في هذا المالِ ؟ أنا أجعَلُ في هذا الطعامِ سُمًّا فَأَقْتُلُهُمَا وءاخُذُ هذا المالَ جميعَهُ. فجعلَ في الطعامِ سُمًّا، وقالا فيمَا بينهما: لأيّ شىءٍ نجعَلُ لهُ الثلثَ ؟ إذا رجَعَ إلينا قتلناهُ واقْتَسَمْنَا المالَ نِصْفَيْنِ، فلما رجَعَ إليهما قَتَلاهُ ثمَّ أكلا الطعامَ المَسْمُومَ فماتا، فبقِيَ ذلكَ المالُ، بقيَ الذهبُ في المفازةِ (الفلاة) وأولئكَ الثلاثةُ قَتْلَى عندَهُ، فمَرَّ عليهِم عيسَى عليهِ الصلاةُ والسلامُ وهُمْ على تلكَ الحالِ، فقالَ لأصحابِه: هذهِ الدنيا فاحْذَرُوها ». اللهمَّ جَنّبْنَا الحرامَ وارْزُقْنا التُّقَى والغِنى والعَفافَ والعِفَّةَ والتَّعَفُّفَ يا أَرْحَمَ الراحمينَ.
واعلَموا أنَّ الله أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ، أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ اللّهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيم، وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ، إنّكَ حميدٌ مجيدٌ. يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾. اللّهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا، فاغفرِ اللّهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا، اللّهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ، ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ، اللّهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ، اللّهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ. عبادَ الله، إنَّ الله يأمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبَغي ، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون. اذكُروا الله العظيمَ يذكرْكُمْ، واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ، واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.
https://www.islam.ms/ar/?p=209