العقيدة الإسلامية السنية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
قال المؤلف رحمه الله رحمة واسعة (الحمدُ لله ربِّ العالمينَ الحيِّ القيومِ المُدبّر لجميعِ المخلوقينَ)
الشرح أن معنى "بسم الله" أبتدئُ باسم الله. ولفظ الجلالة "الله" عَلَمٌ للذات المقدسِ المستحق لنهاية التعظيم وغاية الخضوع ومعناه من له الإلهية وهي القدرة على الاختراع أي إبراز المعدوم إلى الوجود.
و"الرحمـٰن" أي الكثير الرحمةِ للمؤمنين والكافرين في الدنيا وللمؤمنين في الآخرة و"الرحيم" أي الكثير الرحمة للمؤمنين.
قال البيهقي في الأسماء والصفات قال الخطابي فالرحمـٰن ذو الرحمة الشاملة التي وسعت الخلق في أرزاقهم وأسباب معايشهم ومصالحهم وعمت المؤمن والكافر والصالح والطالح وأما الرحيم فخاص للمؤمنين كقوله ﴿وكان بالمؤمنين رحيمًا﴾ اﻫ وقد قال تعالى ﴿ورحمتي وسعت كل شىء فسأكتبها للذين يتقون﴾ قال ابن الجوزي في تفسيره هذه الرحمة على العموم في الدنيا والخصوص في الآخرة وتأويلها ورحمتي وسعت كل شىء في الدنيا البرَّ والفاجر وفي الآخرة هي للمتقين خاصة اﻫ قال ابن الأثير في النهاية الرحمـٰن الرحيم وهما اسمان مشتقان من الرحمة مثل ندمان ونديم وهما من أبنية المبالغة ورحمان أبلغ من رحيم والرحمـٰن خاص لله لا يسمى به غيره ولا يوصف والرحيم يوصف به غير الله تعالى فيقال رجل رحيم ولا يقال رحمان اﻫ.
ومعنى "الحمد لله" نثني على الله ونمدحُه بألسنتنا على ما أنعم به علينا من النعم التي لا نُحصيها من غير وجوب عليه. و"ربّ العالمين" معناه مالك العالمين أي مالكُ كل ما دخل في الوجود.
قال ابن منظور في لسان العرب الرب هو الله عز وجل وهو رب كل شىء أي مالكه وله الربوبية على جميع الخلق لا شريك له وهو رب الأرباب ومالك الملوك والأملاك، ولا يقال الرب في غير الله إلا بالإضافة اﻫ ثم قال في نفس الصحيفة" ورب كل شىء مالكه ومستحقه وقيل صاحبه ويقال فلان رب هذا الشىء أي مِلكه له وكل من ملك شيئًا فهو ربه يقال هو رب الدابة ورب الدار اﻫ.
و"المدبر لجميع المخلوقين" أي الذي قَدر كل ما يجري في العالم.
قال المؤلف رحمه الله (والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه)
الشرح: الصلاة هنا معناها نطلب من الله تعالى أن يزيدنا سيدنا محمداً تعظيماً وأما السلام فمعناه نطلب من الله لرسوله الأمان مما يخافه على أمته.
قال الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [سورة التوبة آية 122]
الإسلام هو الدين الوحيد الذي يوافق العقل
فكل الأديان غير الإسلام إما يعبدون صنما أو بقرا أو نارا أو ضوءا أو شمسا أو جسما يظنونه يسكن السماء أوغير ذلك من الأجسام والخيالات، وكل ذلك محدود ذو كمية يحتاج لمن حده بذلك المقدار والحد والجهة والمكان فهو مخلوق فالاحتياج يُنافي الألوهية والمحتاج لا يكون إلاها فهذه العقائد كلها مخالفة للعقل السليم. أما دين الإسلام مبني على عقيدة تنزيه الله عن المثيل والشبيه والحد والكمية والجهة والمكان فالله هو خالق المكان والزمان فهو موجود بلا كيف ولا مكان ولا يجري عليه زمان وهذه العقيدة الموافقة للعقل السليم وهي عقيدة كل الأنبياء من أولهم آدم إلى آخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام.
يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ الليْلِ وَالنهَارِ لآيَاتٍ لِأُوْلِي الألْبَابِ ﴾ [سورة آل عمران آية 190] ويقول كذلك: ﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [سورة الملك آية 10]. ويقول الله كذلك: ﴿ أَوَلَمْ يَنظُرُوا في مَلَكُوتِ السمـٰواتِ والأرضِ ﴾ [سورة الأعراف آية 185]. فالله يأمر باستعمال العقل للاستدلال على أن هذا العالم له خالق لا يشبهه بوجه من الوجوه. وهذه الآيات تدل على أن العقل شاهد للشرع وأن كل ما في الشرع لا يخالف العقل السليم مع أن أصل الشرع هو الكتاب والسنة.
https://www.islam.ms/ar/?p=53