الدَّلِيل العَقْلِيّ عَلى وُجُودِ الله. خطبة الجمعة
بِسمِ اللهِ الرَّحمـنِ الرَّحِيم
الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ
إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَهْدِيهِ ونَشْكُرُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إِلَيْهِ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا ومِنْ سَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَن يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ومَن يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَه، الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ العُقُولَ فَنَوَّرَ بَصائِرَ قَوْمٍ وهَداهُمْ إِلى الحَقِّ بِفَضْلِهِ وأَعْمَى قُلُوبَ ءاخَرِينَ فَأَضَلَّهُمْ بِعَدْلِه. وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ولا شَبِيهَ ولا مِثْلَ ولا نِدَّ لَه، ولا جُثَّةَ ولا أَعْضاءَ لَه، أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد، وأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنا وحَبِيبَنا وعَظِيمَنا وقائِدَنا وقُرَّةَ أَعْيُنِنا محمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ وصَفِيُّهُ وحَبِيبُهُ، مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ هادِيًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا. اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلى سَيِّدِنا محمَّدٍ وعَلى ءالِهِ وصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطاهِرِين.
أَمّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ فَإِنِّي أُوصِيكُمْ ونَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ القائِلِ في كِتابِهِ الكَرِيم ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَٱخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لآياتٍ لِأُولِي الأَلْبابِ ﴿١٩٠﴾ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿١٩١﴾﴾[سورة ءال عمران]
إِخْوَةَ الإيمانِ إِنَّ مَنْ نَظَرَ فِي مَخْلُوقاتِ اللهِ نَظَرَ تَدَبُّرٍ وتَفَكُّرٍ أَدْرَكَ بِعَقْلِهِ وُجُودَ اللهِ تَبارَكَ وتَعالى ووَحْدانِيَّتَهُ وثُبُوتَ قُدْرَتِهِ وإِرادَتِه. ونَحْنُ إِخْوَةَ الإِيمانِ مَأْمُورُونَ بِهَذا التَّفَكُّر. فَقَدْ وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قالَ في هَذِهِ الآيَةِ وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيها اهـ[رواه ابن حبان في صحيحه] فَإِنَّ النَّظَرَ في مَخْلُوقاتِ اللهِ يَدُلُّ عَلى وُجُودِ الخالِقِ ووَحْدانِيَّتِه. وقَدْ قالَ عُلَماءُ أَهْلِ السُّنَّةِ إِنَّهُ يَجِبُ عَلى كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَكُونَ في قَلْبِهِ الدَّلِيلُ الإِجْمالِيُّ عَلى وُجُودِ الله. فَالواحِدُ مِنّا إِخْوَةَ الإِيمانِ يَعْرِفُ مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَوْجُودًا في وَقْتٍ مِنَ الأَوْقاتِ ثُمَّ وُجِدَ وخُلِقَ ومَنْ كانَ كَذَلِكَ لا بُدَّ مُحْتاجٌ إِلى مَنْ أَوْجَدَهُ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ لِأَنَّ العَقْلَ السَّلِيمَ يَحْكُمُ بِأَنَّ وُجُودَ الشَّىْءِ بَعْدَ عَدَمِهِ مُحْتاجٌ إِلى مُوجِدٍ لَهُ وهَذا الْمُوجِدُ هُوَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى.
هَذا العالَمُ مُتَغَيِّرٌ مِنْ حالٍ إِلى حالٍ فَالهَواءُ يَهُبُّ تارَةً ويَسْكُنُ تارَةً .. ويَسْخُنُ وَقْتًا ويَبْرُدُ في وَقْتٍ ءاخَرَ .. وتَنْبُتُ نَبْتَةٌ وتَذْبُلُ أُخْرَى .. وتُشْرِقُ الشَّمْسُ مِنَ الْمَشْرِقِ وتَغْرُبُ في الْمَغْرِبِ .. وتَكُونُ الشَّمْسُ في وَسَطِ النَّهارِ بَيْضاءَ وفي ءاخِرِهِ صَفْراءَ فَكُلُّ هَذِهِ التَّغَيُّراتِ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الأَشْياءَ حادِثَةٌ مَخْلُوقَةٌ لَها مُغَيِّرٌ غَيَّرَها ومُطَوِّرٌ طَوَّرَها، وهَذِهِ الأَشْياءُ أَجْزاءٌ مِنْ هَذا العالَمِ فَهَذا العالَمُ مَخْلُوقٌ حادِثٌ مُحْتاجٌ إِلى مَنْ خَلَقَهُ وهُوَ اللهُ تَعالى.
فَلَوْ قالَ مُلْحِدٌ لاَ يُؤْمِنُ بِوُجُودِ اللهِ نَحْنُ لا نَرَى اللهَ فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ بِوُجُودِهِ؟ يُقالُ لَهُ -وَٱنْتَبِهُوا إِلى الجَوابِ إِخْوَةَ الإِيمانِ - يُقالُ لَهُ إِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّ ءاثارَ فِعْلِهِ كَثِيرَةٌ فَوُجُودُ هَذا العالَمِ وما فِيهِ مِنَ الْمَخْلُوقاتِ دَلِيلٌ عَلى وُجُودِ اللهِ فَالكِتابُ لا بُدَّ لَهُ مِنْ كاتِبٍ والبِناءُ لا بُدَّ لَهُ مِنْ بَنَّاءٍ وكَذَلِكَ هَذا العالَمُ لا بُدَّ لَهُ مِنْ خالِقٍ خَلَقَهُ وأَوْجَدَه، وأَمّا كَوْنُكَ لا تَراهُ فَلَيْسَ دَلِيلاً عَلى عَدَمِ وُجُودِهِ فَكَمْ مِنَ الأَشْياءِ الَّتِي تُؤْمِنُ بِوُجُودِها وأَنْتَ لا تَراها ومِنْ ذَلِكَ عَقْلُكَ ورُوحُكَ وأَلَمُكَ وفَرَحُكَ.
يُرْوَى أَنَّ بَعْضَ الدَّهْرِيَّةِ الْمَلاحِدَةِ دَخَلُوا عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأَرادُوا الفَتْكَ بِهِ لِأَنَّهُ كانَ لا يَفْتَأُ يَرُدُّ ضَلالاتِهِمْ ويَفْضَحُ زَيْغَهُمْ فَقالَ لَهُمْ أَجِيبُوني عَلى مَسْأَلَةٍ ثُمَّ افْعَلُوا ما شِئْتُمْ فَقالُوا لَهُ هاتِ فَقالَ ما تَقُولُونَ في رَجُلٍ يَقُولُ لَكُمْ إِنِّي رَأَيْتُ سَفِينَةً مَشْحُونَةً بِالأَحْمالِ مَمْلُوءَةً بِالأَثْقالِ قَدِ احْتَوَشَتْها في لُجَّةِ البَحْرِ أَمْواجٌ مُتَلاطِمَةٌ ورِياحٌ مُخْتَلِفَةٌ وهِيَ مِنْ بَيْنِها تَجْرِي مُسْتَوِيَةً لَيْسَ لَها مَلاّحٌ يُجْرِيها ولا مُدَبِّرٌ يُدَبِّرُ أَمْرَها هَلْ يَجُوزُ ذَلِكَ في العَقْلِ قالُوا لا هَذا شَىْءٌ لا يَقْبَلُهُ العَقْلُ فَقالَ أَبُو حَنِيفَةَ يا سُبْحانَ اللهِ إِذا لَمْ يُجَوِّزِ العَقْلُ سَفِينَةً تَجْرِي مِنْ غَيْرِ مَلاّحٍ يُدِيرُها في جَرَيانِها فَكَيْفَ يَجُوزُ قِيامُ هَذِهِ الدُّنْيا عَلى اخْتِلافِ أَحْوالِها وتَغَيُّرِ أَعْمالِها وَسَعَةِ أَطْرافِها مِنْ غَيْرِ صانِعٍ وحافِظٍ فَبَكَوْا جَمِيعًا وقالُوا صَدَقْتَ وأَغْمَدُوا سُيُوفَهُمْ وتَابُوا بِالإِسْلام.
قالَ اللهُ تَعالى في سُورَةِ الرَّعْدِ ﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٣) وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٤)﴾ تَأَمَّلْ أَخِي الْمُسْلِمَ تُرْبَةً تُسْقَى بِماءٍ واحِدٍ وتَأْثِيرُ الشَّمْسِ فِيها مُتَساوٍ والثِّمارُ الَّتِي تَجِيءُ مِنْها مُخْتَلِفَةٌ في الطَّعْمِ واللَّوْنِ والطَّبِيعَةِ والشَّكْلِ والرّائِحَةِ والْمَنافِعِ والخاصِّيَّةِ مَعَ العِلْمِ أَنَّ الأَرْضَ واحِدَةٌ وَالماءَ واحِدٌ فَلَوْ كانَ حُدُوثُ الأَشْياءِ بِفِعْلِ الطَّبِيعَةِ كَما يَقُولُ الْمُلْحِدُونَ لَجاءَتْ مُتَشابِهَةً فَإِنَّ الطَّبِيعَةَ الواحِدَةَ تَفْعَلُ في الجِسْمِ الواحِدِ فِعْلاً مُتَماثِلاً فَدَلَّ ذَلِكَ عَلى أَنَّ حُدُوثَ الحَوادِثِ هُوَ بِفِعْلِ قادِرٍ مُخْتارٍ عالِمٍ. وبِمِثْلِ هَذا اسْتَدَلَّ الإِمامُ الشّافِعِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِيما يُرْوَى عَنْهُ أَنَّهُ قالَ وَرَقَةُ التُّوتِ رِيحُها وطَعْمُها ولَوْنُها واحِدٌ تَأْكُلُ مِنْها الغَزالَةُ فَيَخْرُجُ مِنْها الْمِسْكُ، وتَأْكُلُ مِنْها دُودَةُ القَزِّ فَيَخْرُجُ مِنْها الحَرِير، ويَأْكُلُ مِنْها الجَمَلُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ البَعْر، ويَأْكُلُ مِنْها الْماعِزُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ اللَّبَنُ أَيِ الحَلِيبُ اهـ وسُئِلَ أَعْرَابِيٌّ عَنْ ذَلِكَ فَقالَ البَعْرَةُ تَدُلُّ عَلى البَعِيرِ وءاثارُ الأَقْدامِ تَدُلُّ عَلى الْمَسِيرِ أَفَلاَ يَدُلُّ هَذا العالَمُ عَلى وُجُودِ اللَّطِيفِ الخَبِير اهـ بَلَى تَبارَكَ اللهُ الخَلاَّقُ العَظِيم.
ثُمَّ إِنَّ العَقْلَ إِخْوَةَ الإِيمانِ يُدْرِكُ بِالنَّظَرِ السَّلِيمِ في مَخْلُوقاتِ اللهِ تَعالى أَنَّ خالِقَها لا يُشْبِهُها بِوَجْهٍ لِأَنَّهُ لَوْ كانَ خالِقُ العالَمِ يُشْبِهُهُ بِأَيِّ وَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ لَجازَ عَلَيْهِ ما يَجُوزُ عَلى هَذا العالَمِ مِنَ الحُدُوثِ والحاجَةِ والاِفْتِقارِ والتَّغَيُّرِ لِأَنَّ الْمُتَشابِهاتِ يَجُوزُ عَلَيْها ما يَجُوزُ عَلى بَعْضِها وَلَٱحْتاجَ إِلى مُوجِدٍ أَوْجَدَهُ ومُحْدِثٍ أَحْدَثَهُ فَإِنَّ الحادِثَ مُحْتاجٌ إِلى مَنْ أَوْجَدَهُ وخَصَّصَهُ بِما هُوَ عَلَيْهِ مِنَ الهَيْئَةِ والصُّورَةِ والصِّفاتِ، والْمُتَغَيِّرُ مِنْ حالٍ إِلى حالٍ مُحْتاجٌ إِلى مَنْ يُغَيِّرُهُ مِنْ حالٍ إِلى حالٍ، والْمُتَحَيِّزُ في الْمَكانِ والجِهَةِ لا بُدَّ أَنْ يَكُونَ جِسْمًا وَٱفْتِقارُ الجِسْمِ إِلى مَنْ حَدَّهُ بِهَذا الْمِقْدارِ مِنْ طُولٍ وعَرْضٍ وسَمْكٍ واضِحٌ لا لُبْسَ فِيهِ لِصاحِبِ عَقْلٍ سَلِيمٍ وَاللهُ تَبارَكَ وتَعالى مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ لِأَنَّهُ لَوْ كانَ مُحْتاجًا لِشَىْءٍ مِنَ الأَشْياءِ لَكانَ مَخْلُوقًا حادِثًا ولَمْ يَكُنْ إِلهـًا أَزَلِيًّا. وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيّاكُمْ إِلى الحَقِّ والثَّباتِ عَلَيْهِ، هَذا وأَسْتَغْفِرُ الله.
الخطبة الثانية
إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيه ونشكره، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، والصّلاةُ والسّلامُ عَلى سَيِّدِنا محمَّدٍ الصادِقِ الوَعْدِ الأَمِينِ وعَلى إِخْوانِهِ النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِين. ورَضِيَ اللهُ عَنْ أُمَّهاتِ الْمُؤْمِنِينَ وءالِ البَيْتِ الطّاهِرِينَ وعَنِ الخُلَفاءِ الراشِدِينَ أَبي بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمانَ وعَلِيٍّ وعَنِ الأَئِمَّةِ المُهْتَدِينَ أَبي حَنيفَةَ ومالِكٍ والشافِعِيِّ وأَحْمَدَ وَعَنِ الأَوْلِيَاءِ والصَّالِحينَ أَمَّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ فإني أُوصيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظيمِ فَٱتَّقُوهُ.
وَٱعْلَمُوا أَنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظيمٍ، أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلى نِبِيِّهِ الكريمِ فَقالَ ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٥٦)﴾[سورة الأحزاب]. اَللَّهُمَّ صَلِّ على سَيِّدِنا محمدٍ وعلى ءالِ سيدِنا محمدٍ كَمَا صَلَّيْتَ على سيدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيدِنا محمدٍ وعلى ءالِ سيدِنا محمدٍ كَمَا بارَكْتَ على سيدِنا إِبراهيمَ وعلى ءالِ سيدِنا إبراهيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، يَقولُ اللهُ تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ (۱) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ (٢)﴾[سورة الحج]،اَللَّهُمَّ إِنَّا دَعَوْناكَ فَٱسْتَجِبْ لَنَا دُعاءَنَا فَٱغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنا ذُنوبَنَا وَإِسْرافَنا في أَمْرِنا اللَّهُمَّ ٱغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْواتِ رَبَّنا ءاتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ النَّارِ اللَّهُمَّ ٱجْعَلْنَا هُداةً مُهْتَدينَ غَيْرَ ضالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ اللَّهُمَّ ٱسْتُرْ عَوْراتِنا وَءَامِنْ رَوْعاتِنا وَٱكْفِنا ما أَهَمَّنا وَقِنَا شَرَّ ما نَتَخَوَّفُ. عِبادَ اللهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسانِ وَإِيتَاءِ ذي القُرْبَى وَيَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ وَالمنْكَرِ وَالبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. أُذْكُرُوا اللهَ العَظيمَ يُثِبْكُمْ وَٱشْكُرُوهُ يَزِدْكُمْ، وَٱسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ وَٱتَّقُوهُ يَجْعَلْ لَكُمْ مِنَ أَمْرِكُمْ مَخْرَجًا، وَأَقِمِ الصَّلاةَ.
https://www.islam.ms/ar/?p=187