تفسير أَيَحْسَبُ الإِنسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى. خطبة جمعة
بِسمِ اللهِ الرَّحمـنِ الرَّحِيم
الخطبة الأولى
الحمد لله مُسبِّبِ الأسباب ومُنْزِلِ الكتاب، حَفِظَ الأرض بالجبال من الاضطراب، و قهر الجبّارين وذلّلَ الصعاب، و سَمِعَ خفيَّ النطقِ و مهموسَ الخطاب، أنزلَ القرآن يحث فيه على ترك الذنوب و اكتساب الثواب وقال فيه: ﴿ كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدَّبروا آياته و ليتذكّرَ أولوا الألباب ﴾
أحمده تعالى إنه العزيز التواب وأصلّي وأسلم على رسوله محمدٍ النبيِّ الأواب، وعلى صاحبه أبي بكر خيرِ الأصحاب، وعلى عمر الذي إذا ذكر في مجلس طاب، وعلى عثمان المقتول ظلماً و ما تعدى الصواب، و على عليٍّ البدرِ يوم بدرٍ والصَّدر يوم الأحزاب، وعلى عمه العبّاس الذي نسبه أشرف الأنسابِ، اللهم يا من ذلّت له جميعُ الرقاب، و جرَت بأمره الريح والسحاب، احفظنا في الحال و المآب، وألهمنا التزود قبل أن ندخل تحت التراب، ارزقنا الاعتبار بسالفي الأتراب، وأرشدنا عند السؤال إلى صحيح الجواب، ونجّنا من العذاب يوم البعثِ والحساب واغفر لشيبنا والشباب، وارزقني و الحاضرين عمارة القلوب من الخراب، برحمتك نستغيث يا كريم يا وهّاب. اللهمَّ صلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ، اللهُمَّ زِدْهُ شَرَفًا وَتَعْظِيمًا، اللهُمَّ تَوَفَّنَا عَلَى صِرَاطِكَ المُستَقِيم. اللهمَّ وَثَبِّتْنا عَلَى الدِّينِ القَوِيمِ.
أما بعدُ أيها الأحبةُ المسلمونَ، اتَّقُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى فِي القُرءَانِ الكَريمِ: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أولئِكَ كَانَ عنهُ مَسئُولاً ﴾ سورةُ الإسراءِ / ءاية 36. أَحِبَّتِي نحنُ مَا خُلِقْنَا في هذهِ الدنيا لِنَنْشَغِلَ عَنْ طَاعَةِ اللهِ بِخَرَابٍ زَائِلٍ وَلا بِحُطامٍ زَائِلٍ ولا بِثِيابٍ تذهَبُ إلَى المزَابِلِ وَلا بِفِرَاشٍ تَأكُلُه النارُ فَيَصِيرُ رَمَادًا وَلا بِطَعَامٍ يَتَحَوَّلُ إِلَى قَذَرٍ تَعَافُه النَّفْسُ، بَلِ اللهُ تَعالَى خَلَقَنَا لِيَأْمُرَنَا بِطَاعَتِهِ وَهُوَ الرَّبُّ المعبودُ، عَلِمَ بِعِلْمِهِ الأَزَلِيِّ أنَّ مِنَ العِبادِ مَنْ سَيَكونُ طَائِعًا وأنَّ منَ العبادِ من سيكونُ مُكَذِّبًا مُعَانِدًا، أَعَدَّ الجنةَ لِعِبَادِهِ المؤمنِينَ وأَعَدَّ النارَ وَما فِيها مِنَ عَذابٍ أليمٍ لِلَّذينَ كَذَّبوا اللهَ وَأنْبِياءَه، فنَحْنُ لَسْنَا كالبَهَائِمِ نَأْكُلُ ونشرَبُ وَنَسْرَحُ وَنَمْرَحُ كَالأَنْعَامِ، نحنُ لسنا كالبَهائِمِ للأَكْلِ وَالشربِ والنَّومِ بِلِ اللهُ تعالَى خلقَنا لِيَأْمُرَنا بِطَاعَتِه وَيَنْهَانَا عَنْ مَعْصِيَتِهِ فَإِنَّ مَنْ لمَ يَعْرِفْ هذا، لَمْ يَعْرِفْ لِما خُلِقَ، أليسَ اللهُ تعالَى يقولُ في القُرءانِ الكَرِيم: ﴿ أيحسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾ سورةُ القِيامة / ءاية 36. كثيرونَ أولئكَ الذينَ ما عَرَفُوا لِمَا خُلِقُوا فَتَرَاهُمْ يَنْطَبِقُ عليهِمْ حديثُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « إنَّ اللهَ يُبْغِضُ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظ سَخَّابٍ بِالأَسْوَاقِ جِيفَةٍ بِالليلِ، حِمَارٍ بِالنَّهَارِ، عَارِفٍ بأَمْرِ الدُّنْيَا جَاهِلٍ بِأَمْرِ الآخِرَةِ »، هَذا الصِّـنفُ مِنَ النَّاسِ كثيرٌ، وَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿ وقليلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُور ﴾. واللهُ تَعالَى عَلِمَ أَنَّ مِنْ عِبادِهِ المسلِمِينَ مَنْ سَيَكُونُ وَلِيًا تَقِيًا صَالِحًا، وَأَنَّ مِنْ عِبادِهِ المسلمينَ مَنْ سَيَكونُ فَاسِقًا عَاصِيًا مُذنِبًا، فَمِنَ الناسِ مَنْ يَعصِي الإِلَهَ بِأُذُنَيْهِ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْصِي اللهَ بِعَيْنَيْهِ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْصِي الإِلَهَ بِيَدَيْهِ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْصِي الإِلَهَ بِرِجْلَيْهِ، وَرَبُّ العِبَادِ يَقُولُ: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أولئِكَ كَانَ عنهُ مَسئُولاً ﴾ سورةُ الإسراءِ. وَمِنَ الناسِ من يَعْصِي الإِلَهَ بِلِسَانِه: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ سورة ق.
أمَّا المسلِمُ الكَامِلُ التَّقِيُّ الصالِحُ هُوَ الذِي عَنَاهُ رَسولُ اللهِ بِقَولِه عَلَيهِ الصلاةُ والسَّلامُ: « المسلمُ مَنْ سَلِمَ المسلِمُونَ مِنْ لِسَانِه وَيَدِه » أي المسلِمُ الكَامِلُ هو الذِي كَفَّ أَذاهُ عَنِ المسلمِينَ وغَيْرِ المسلِمينَ فَلَمْ يُؤْذِهِم بغيرِ حَقٍّ لا بِلِسانِه وَلا بِيَدَيْهِ وَلا بِغَيرِ ذلكَ فَمَنْ عَصَى اللهَ تَعالَى مِنَ المسلمينَ بِحَيْثُ لَمْ يَصِلْ إلَى مرتَبَةِ الكُفرِ كَمَنْ تَرَكَ صَلاةً مُتَكَاسِلاً أَوْ أَفْطَرَ في رمضانَ وجاهَرَ بذلكَ أو كانَ عاقًّا لأُمِّهِ أَوْ لأَبِيهِ أو كانَ ءاكِلَ مَالِ اليَتِيمِ ظُلْمًا أَوْ ءاكِلَ مَالِ الرِّبَا أَوْ شَارِبَ خَمْرٍ أَوْ زَانِيًا أَوِ انْتَحَرَ بِأَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ أَوْ تَحَسَّى سُمًّا أَوْ تَرَدَّى مِنْ عُلْوٍ عَمْدًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْتَرِضَ على اللهِ بِقَلْبِهِ إِنَّمَا كما لو كانَ وَقَعَ فِي فَضِيحَةِ زِنا أَوْ كَمَا لَوِ ارْتَكَبَتْهُ الدُّيونُ والنَّاسُ يُطالِبُونَهُ فَقَتَلَ نَفْسَهُ وَانْتَحَرَ لِمُجَرَّدِ هذِهِ الذُّنُوبِ لا يَكونُ المسلِمُ كافِرًا لا يَصِيرُ بِها المسلِمُ كافِرًا. أَمَّا أَنْ يَفْعَلَ الإِنْسَانُ مَا يُحَرِّكُه الشيطانُ إليهِ مِنْ مُحَرَّماتٍ وتَرْكِ الوَاجِباتِ فَلْيَتَذَكَّرْ كُلٌّ مِنَّا قولَ اللهِ تعالَى: ﴿ أيحسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾، وقد قالَ عليهِ الصَّلاةُ والسلامُ: « مَنِ اسْتَمَعَ إلى حَديثِ قَوْمٍ وهم له كَارِهُونَ صُبَّ في أُذُنَيْهِ الآنُكُ يَوْمَ القِيامَةِ ». أَيِ الرَّصاصُ المُذَابُ. أليسُ قالَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم هذا الحديثَ ؟! بَلى، هذا فيهِ بيانُ مَعْصِيَةِ الأُذُنِ. أليسَ قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « وَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ »؟! بَلَى. هَذَا مَعْنَاهُ فِيهِ بَيَانُ مَعْصِيَةِ العَيْنِ، أَلَيْسَ قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « المسلِمُ مَنْ سَلِمَ المسلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ » ؟ هَذا فِيهِ بَيانُ مَعْصِيَةِ اليَدِ وَاللسَانِ، فَيَا أَيُّها الإِنسانُ اعْمَلْ لآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَدًا وَاحْرِصْ عَلَى أَنْ تَتَزَوَّدَ مِنْ زَادِ الآخِرَةِ قَبْلَ أَنْ يُفَاجِئَكَ مَلَكُ الموتِ فَإِنَّ عزرائيلَ لا يَسْتَأْذِنُ عَلَى أَحَد، لا يترُكُ صَغِيرًا رَضِيعًا كَمَا لا يَتْرُكُ رَجُلاً صَحِيحًا قَوِيًّا فيأخُذُ الشِّيبَ وَالشيوخَ وَالعُجَّزَ وَالْمَرْضَى فِي المستَشْفَيَاتِ فَكَمْ مِنْ صَحِيحٍ مَاتَ مِنْ غَيرِ عِلَّةٍ وَكَمْ مِنْ أَحْفَاد مَاتُوا قَبْلَ أَجْدَادِهِمْ فَهَيِّؤُوا الزَّادَ لِيَوْمِ المَعَادِ، وَالزَّادُ لا بُدَّ لَهُ مِنْ طَلَبِ علمِ الدِّينِ فَالعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَالمَالُ أَنْتَ تَحْرُسُهُ، كَثِيرُونَ من الناس بدَلاً مِنْ أَنْ يَكُونُوا حَرِيصِينَ علَى التَّزَوُّدِ بِمَا يَنْفَعُهم لآخَرِتِهِم تَرَاهُم يَتَكَالَبُونَ وَيَلْهَثُونَ وَيترُكونَ مَا يَنْفَعُهُم فِي قُبورِهِم وَإِذَا مَا دَفَنَهُمْ أَهلوهُم وَأَلْقَوْا علَيهِمُ الترابَ، وَانْهَالَ عليهِمُ التُّرابُ، وصارُوا تَحتَ التُّرابِ عَادَتْ إِلَيْهِمْ أَرْوَاحُهم وَإِنَّهُم لَيَسْمَعُونَ قَرْعَ نِعالِهم إذا انصَرفُوا أَتاهُمْ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ، يُقَالُ لأحَدِهِما مُنكرٌ وَلِلآخَرِ نَكيرٌ، مُنكرٌ معناهُ هذهِ الهيئَةُ غيرُ مَعروفَةٍ هَيْئَـتُهُما غَيْرُ مَعروفَةٍ هيئَتُهُما تَخْتَلِفُ عَنْ سَائِرِ الملائِكَةِ وَعنِ الإِنْسِ والجِنِّ. هذا مَعْنَى مُنكر ولَيسَ مَعناهُ باطِل، فَيُقْعِدانِه فَيُجْلِسَانِه فَيَسْأَلانِه: "مَنْ رَبُّكَ، مَا دِينُكَ، مَنْ نَبِيُّكَ"، المسلمُ لو ماتَ مَقْطُوعَ اللسانِ يقولُ: "رَبِّي اللهُ، وَدينِي الإسلامُ، ومُحَمَّدٌ نَبِيِّي صلى الله عليه وسلم جاءَنا بِالهُدَى والبَيِّنَاتِ، فأما الذينَ كَذَّبُوا اللهَ وَرُسُلَهُ وَعانَدُوا القُرءانَ العظيمَ يأتِيهِمْ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ أي لونُهُما ليسَ مِنَ الأَسْودِ الخالِصِ بل مِنَ الأَسودِ الممزُوجِ بالزُّرقَةِ وَهذا أخوفُ ما يكَونُ مِنَ الأَلْوانِ، فيكونُ الفَزَعُ في قلوبِهِم قَد تَمَلَّكَهُم، فَيَقُولانِ لِهذا المكذِّبِ "ما كُنْتَ تقولُ في هَذَا الرَّجُلِ مُحمدٍ؟ فَيقُولُ: "لا أدْرِي كنتُ أَقُولُ كمَا يَقُولُ الناسُ" فيقولانِ لَهُ: "لا دَرَيْتَ وَلا تلَيْتَ" فَيَضْرِبَانِهِ بِمِطْرَقَةٍ بينَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ حَوْلَهُ غير الإِنْسِ والجِنِّ. اعمَلْ لِقَبْرِكَ، القبرُ صندوقُ العمَلِ، اعمَلْ عمَلاً يُنْجِيكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، اعمَلْ عَمَلا يُنجِيكَ وقتَ السؤالِ، اعمَلْ عَمَلاً يَقِيكَ مِنْ هَوامِّ القبرِ وَحَشَراتِه. هذا و استغفر الله لي و لكم.
الخطبة الثانية
أَيَحْسَبُ الإِنسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنـا ومن سيئـات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له، وأشهد أنّ سيّدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرّة أعيننا محمّدًا عبد الله ورسوله وصفيّه وحبيبه، صلى الله وسلم عليه وعلى كل رسول أرسله.
أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم القائل في محكم كتابه: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾ سورة الإسراء/36.
إخوة الإيمان ، أخرج أبو داود قصة الرجل الذي كانت برأسه شجّة (أي كان برأسه جرح) فأجنب في ليلة باردة (وجب عليه الاغتسال في ليلة باردة) فاستفتى من معه (وكانوا ليسوا أهلاً للسؤال) فقالوا له: اغتسل ، فاغتسل فمات فأُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "قتلوه قتلهم الله، ألاّ سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العيِّ السؤال" . أي شفاء الجهل السؤال .
وقال عليه الصلاة والسلام: "إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصب على جرحه خرقةً ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده".
﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ لا تقل قولاً بغير علم لأن من معاصي اللسان التي هي من الكبائر أن يفتي الشخص بفتوى بغير علم، وقد صحّ وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سُئل عن بعض الأشياء فقال: "لا أدري" ثم سأل جبريل فقال: "لا أدري أسأل ربّ العزة" فسأل الله تعالى فعلّمه جواب ذلك السؤال، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ماذا علّمه ربه، وهذا السؤال كان عن خير البقاع وشر البقاع، وفي لفظ عن خير البلاد وشرها. فقال جبريل عليه السلام: "خير البلاد المساجد" وفي لفظ: "خير البقاع المساجد وشرّ البقاع الأسواق".
وقد قال عليه الصلاة والسلام: "من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض" .
وقال صلى الله عليه وسلم: "من أفتى بغير علم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"
فكم وكم من الناس يهلكون أنفسهم ويهلكون غيرهم بسبب فتوى بغير علم ، بسبب فتوى ما أنزل الله تعالى بها من سلطان .
لذلك أخي المسلم إن سئلت عن مسئلة ما ثبت لك فيها نقل ، ما سمعت بها قل : لا أدري . وتذكّر قول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾.
وقد قال بعض الصحابة: "أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار".
فمن سئل عن مسئلة ولم يكن عنده علم بحكمها فلا يغفل كلمة لا أدري. فقد جاء عن مالك رضي الله عنه أنه سئل ثمانية وأربعين سؤالاً فأجاب عن ستة وقال عن البقية لا أدري .
وروي عن سيدنا علي رضي الله عنه أنه سئل عن شىء فقال: "وابردها على الكبد أن أسأل عن شىء لا علم لي به فأقول لا أدري".
فإذا كان هذا حال أعلم الصحابة علي رضي الله عنه الذي قال سيدنا عمر رضي الله عنه فيه: "نعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن" فكيف حال من سواه .
واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ ِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ سورة الأحزاب، اللّـهُمَّ صَلِّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدَنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ.
اللـهم اهـدِنا فيمَن هـديت .. وعافـِنا فيمـَن عافـيت .. وتولنا فيمن توليت .. وبارك لنا فيما أعطيت .. وقِـنا شـر ما قضيت .. انك تقضي ولا يـُقضى عليك.. اٍنه لا يذل مَن واليت .. ولا يعـِـزُ من عاديت .. تباركت ربنا وتعـاليت .. لك الحمد على ما قـضيت .. ولك الشكر على ما أعـطيت .. نستغـفـُرك اللـهم من جميع الذنوب والخطـايا ونتوب اٍليك. اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معـصيتك .. ومن طاعـتك ما تبلّـغـُـنا به جنتَـك .. ومن اليقـين ما تُهـّون به عـلينا مصائبَ الدنيا .. ومتـّعـنا اللهم باسماعِـنا وأبصارِنا وقـواتـِنا ما أبقـيتنا .. واجعـلهُ الوارثَ منـّا .. واجعـل ثأرنا على من ظلمنا.. وانصُرنا على من عادانا .. ولا تجعـل مصيبـتَـنا في ديـننا .. ولا تجعـل الدنيا أكبرَ هـمِنا .. ولا مبلغَ علمِنا .. ولا اٍلى النار مصيرنا .. واجعـل الجنة هي دارنا .. ولا تُسلط عـلينا بذنوبـِنا من لايخافـُـك فينا ولا يرحمـنا..وأعـتـق رقابنـا من النـار …. اللـهم تـقبـل منـا اٍنك أنت السميـع العـليم .. وتُب علينا اٍنك أنت التواب الرحيم اللهـم أحـسِـن عاقبتنا في الأمـور كلـها .. وأجـرِنا من خِـزي الدنيا وعـذاب الآخـرة اللهـم اٍنا نسألك اٍيمانـًا كاملاً .. ويقـينـًا صادقـًا .. وقـلبًا خاشعًا ..ولسانًا ذاكرًا ..وتوبة نصوحة.. وتوبة قبل الموت .. وراحة عند الموت .. والعـفـو عـند الحساب .. ونسألك الجنةَ ونعـيمَها .. ونعـوذ بك من النار .. يارب العـالمين. يا ذا الجلال والاكـرام. اللهم اغـفـر لنا ذنوبنا ... اللهُـم اٍنا نسألك عـيشةً نقـيةً .. وميتةً سويةً .. ومـَرَداً غـير مخـزٍ ولا فـاضِـح اللـهُم اٍنا نعـوذ ُ بك من زوال نعـمتِك .. وتحـوّل عافيتـِك .. وفَجأةِ نِقـمتـِك .. وجميعِ سَخطـِك اللـهم اٍنا نعـوذ ُ بك من يومِ السوء .. ومن ليلةِ السوء .. ومن ساعةِ السوء .. ومن صاحبِ السوء .. ومن جـار السوء. اللـهم اٍنـا عـبيدُك .. بنو عبيدك ..بنو اٍمائك .. نواصِـينا بيدك .. ماضٍ فـينا حُكمك .. عـدلٌ فينا قضاؤك .. نسألك بكلِ اسم هـو لك .. سمّيتَ به نفـسَـك .. أو أنزلتـَهُ في كتابك .. أو عـلّمته أحـداً من خلقـِك .. أو استأثرت به في عـِلم الغـيبِ عندك .. أن تجعـل القرآن الكريم ربيعَ قلوبنا .. ونورَ صدورنا ..وجَلاء حُـزننا .. وذهاب هـمِنا وغـمِنا . ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة و في اللآخرة حسنة وقنا عذاب النار. عبادَ اللهِ ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاة.
https://www.islam.ms/ar/?p=188