تفسير سورة البينة آية 8
جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ 8 - جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ إِقَامَةٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِقَبُولِ أَعْمَالِهِمْ وَرَضُوا عَنْهُ بِثَوَابِهَا ذَلِكَ أَيْ: اَلرِّضَا لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ وَقَوْلُهُ: "خَيْرُ الْبَرِيَّةِ" يَدُلُّ عَلَى فَضْلِ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْبَشَرِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ لِأَنَّ الْبَرِيَّةَ: اَلْخَلْقُ وَاشْتِقَاقُهَا مِنْ "بَرَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ" وَقِيلَ: اِشْتِقَاقُهَا مِنْ "اَلْبَرَى" وَهُوَ التُّرَابُ وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمَا قَرَؤُوا: "اَلْبَرِيئَةِ" بِالْهَمْزِ كَذَا قَالَهُ الزَّجَّاجُ .
أَيْ ثَوَابُهُمْ عِنْدَ خَالِقِهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ يُقِيمُونَ فِيهَا، وَقَوْلُهُ تَعَالَى ﴿تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ﴾ أَيْ رَضِيَ أَعْمَالَهُمْ وَقَبِلَهَا وَأَثَابَهُمْ عَلَيْهَا، وَقَوْلُهُ تَعَالَى ﴿وَرَضُوا عَنْهُ﴾ أَيْ رَضُوا هُمْ بِثَوَابِ اللَّهِ تَعَالَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى ﴿ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ أَيْ أَنَّ هَذَا الْخَيْرَ الْكَبِيرَ الَّذِي وَصَفَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَذِهِ الأَوْصَافِ الْكَرِيمَةِ وَوَعَدَ بِهِ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّمَا هُوَ لِمَنْ خَافَ اللَّهَ فِي الدُّنْيَا فِي سِرِّهِ وَعَلانِيَتِهِ بِأَدَاءِ فَرَائِضِ اللَّهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ.
https://www.islam.ms/ar/?p=6874