تفسير سورة البقرة آية 38 - 39
قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ
38 - قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا حَالٌ، أَيْ: مُجْتَمَعِينَ. وَكَرَّرَ الْأَمْرَ بِالْهُبُوطِ لِلتَّأْكِيدِ، أَوْ لِأَنَّ الْهُبُوطَ الْأَوَّلَ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى السَّمَاءِ، وَالثَّانِيَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، أَوْ لِمَا نِيطَ بِهِ مِنْ زِيَادَةِ قَوْلِهِ: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى أَيْ: رَسُولٌ أَبْعَثُهُ إِلَيْكُمْ، أَوْ كِتَابٌ أُنْزِلُهُ عَلَيْكُمْ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فِي مُقَابَلَةِ قَوْلِهِ: فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ أَيْ: بِالْقَبُولِ وَالْإِيمَانِ بِهِ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ عَلَى مَا خَلَّفُوا (معناه الله تعالى يُذهب عنهم الحزن على ما تركوا من الأهلِ وغيرِه) وَالشَّرْطُ الثَّانِي مَعَ جَوَابِهِ جَوَابُ الشَّرْطِ الْأَوَّلِ، كَقَوْلِكَ: إِنْ جِئْتَنِي فَإِنْ قَدَرْتُ أَحْسَنْتُ إِلَيك.
فَلا خَوَفٌ بِالْفَتْحِ فِي كُلِّ الْقُرْآنِ: يَعْقُوبُ.(يعقوبُ هكذا قرأ هو من الثلاثة المتممين للعشرة)
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
39 - وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ مُبْتَدَأٌ، وَالْخَبَرُ أَصْحَابُ النَّارِ أَيْ: أَهْلُهَا وَمُسْتَحِقُّوهَا. وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الرَّفْعِ خَبَرُ الْمُتَبَدَّأِ، أَعْنِي: الَّذِينَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.
https://www.islam.ms/ar/?p=926