أقوال العُلماءِ: الله موجود بلا كيف ولا مكان
(61)- وقال الشيخ أبو منصور فخر الدين عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن عساكر (620 هـ) عن الله تعالى ما نصه: " موجودٌ قبل الخَلْق، ليس له قَبْلٌ ولا بَعْدٌ، ولا فوقٌ ولا تحتٌ، ولا يمينٌ ولا شمالٌ، ولا أمامٌ ولا خَلْفٌ، ولا كُلّ ولا بعضٌ، ولا يقال متى كان، ولا أين كان ولا كيف، كان ولا مكان، كوَّن الأكوان، ودبَّر الزمان، ولا يتقيد بالزمان، ولا يتخصص بالـمكان " [طبقات الشافعية (8/186)].
(62)- وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد السلام الأشعري الـملقب بسلطان العلـماء (660 هـ) ما نصه: " ليس -أي الله- بجسم مصوَّر، ولا جوهرٍ محدودٍ مقدَّرٍ، ولا يُشبه شيئاً، ولا يُشبهه شىءٌ، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات، كان قبل أن كوَّن الـمكان ودبَّر الزمان، وهو الآن على ما عليه كان " [طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام (8/219)].
(63)- وقال الـمفسّر محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي الـمالكي (671هـ) ما نصه: " والعليّ يُراد به علو القدر والـمنـزلة لا علو الـمكان، لأنَّ الله منـزه عن التحيز " [الجامع لأحكام القرءان سورة البقرة، ءاية / 255 (3/278)].
(64)- وقال أيضًا: " ومعنى { فَوقَ عِباَدِهِ } [سورة الأنعام / 18] فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم، أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان " [الـمصدر السابق سورة الأنعام، ءاية / 18 (6/399)].
(65)- وقال أيضًا: " والقاعدة تنـزيهه -سبحانه وتعالى- عن الحركة والانتقال وشغل الأمكنة " [الـمصدر السابق سورة الأنعام، ءاية / 3 (6/ 390)].
(66)- وقال أيضًا في تفسيره ءاية { وَجَاءَ رَبُّكَ وَالـملَكُ صَفًّا صفًّا } [سورة الأنعام / 22] ما نصه: " والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكانٍ إلى مكانٍ، وأنَّى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقتٌ ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشىء فوت الأوقات، ومن فاته شىء فهو عاجز " [الـمصدر السابق سورة الفجر، ءاية / 22 (20/55)].
(67)- وقال أيضًا عند تفسير قوله تعالى: { ءَأَمِنتم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَّخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ } [سورة الـملك / 16] ما نصه: " والـمراد بِها توقيره [مراده : تعظيمه] وتنـزيهه عن السفل والتحت، ووصفه بالعلوِّ والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنَّها صفات الأجسام. وإنَّما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأنَّ السَّماء مهبط الوحي ومنـزل القطر ومحل القُدس (أي الطهر) ومعدن الـمطهَّرين من الـملائكة، وإليها ترفع أعمال العباد، وفوقها عرشه وجنته، كما جعل الله الكعبة قِبلةً للدعاء والصلاة، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها، وكان في أزله قبل خلق الـمكان والزمان ولا مكان له ولازمان، وهو الآن على ما عليه كان " [الـمصدر السابق سورة الـملك، ءاية / 16 (18/216)].
(68)- قال الشيخ عبد الغنيّ النابلسيّ رحمه الله (1143 هـ) ما نصه: " من اعتقد أنّ اللهَ ملأ السمواتِ والأرضَ أو أنّه جسمٌ قاعدٌ فوقَ العرشِ فهو كافرٌ وإن زعم أنّه مسلم ".
(69)- وقال الحافظ أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي الأشعري (676 هـ) ما نصه: " إن الله تعالى ليس كمثله شىء، وإنه منـزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات الـمخلوق " [شرح صحيح مسلـم (3/19)].
(70)- وقال العلاَّمة الأصولي الشيخ أحمد بن إدريس القَرَافي الـمالكي الـمصري أحد فقهاء الـمالكية (684 هـ) ما نصه: " وهو -أي الله- ليس في جهةٍ، ونراه نحن وهو ليس في جهة " [الأجوبة الفاخرة (ص/93)] .
(71)- وقال المفسّر عبد الله بن أحمد النسفي (710 هـ، وقيل 701هـ) ما نصه: " إنه تعالى كان ولا مكان فهو على ما كان قبل خلق الـمكان، لـم يتغير عما كان " [تفسير النسفي سورة طه /ءاية 5 (مجلد 2،2/48)].
(72)- وقال القاضي الشيخ بدر الدين محمد بن إبراهيم الـمعروف بابن جَماعة الشافعي الأشعري (733هـ) ما نصه: " كان الله ولا زمان ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان " [إيضاح الدليل (ص/103-104)].
(73)- وقال الـمفسّر علي بن محمد الـمعروف بالخازن (741هـ): إن الشيخ فخر الدين الرازي ذكر الدلائل العقلية والسمعية على أنه لا يمكن حمل قوله تعالى: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ } على الجلوس والاستقرار وشغل الـمكان والحيّز [تفسير الخازن (2/238)].
(74)- وقال الـمفسِّر الـمقرىء النحوي محمد بن يوسف الـمعروف بأبي حيان الأندلسي (745هـ) عند تفسير قوله تعالى: { وَلَهُ مَن فِي السَّمَـوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ } ما نصه: " وعند هنا لا يراد بِها ظرف الـمكان لأنه تعالى منـزه عن الـمكان، بل الـمعنى شرف الـمكانة وعلو الـمنـزلة " [البحر الـمحيط سورة الأنبياء / ءاية 19 (6/302)].
(75)- وقال أيضا: " قام البرهان العـقلي على أنه تعالى ليس بمتحـيز في جهـة " [البحر الـمحيط: (سورة الـملك/ءاية 16 –8/ 302].
(76)- وقال أيضا ما نصه: " إنـه تعـالى ليـس فـي جـهـة " [البحر الـمحيط: (سورة فاطر / ءاية 10 – جزء 7/ ص 303)].
(77)- وكان العلاَّمة الحافظ الفقيه الـمجتهد الأصولي الشيخ تقي الدين علي ابن عبد الكافي السبكي الشافعي الأشعري (756هـ) ينـزه الله عن الـمكان وردَّ على الـمجسمة الذين ينسبون الـمكان والجهة لله تعالى.
ذكر ذلك في رسالته " السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل : قال السبكي ما نصه: " ونحن نقطع أيضاً بإجماعهم -أي رسل الله وأنبيائه- (على التنـزيه)، أما يَستحي من ينقل (كذباً) إجماع الرسل على إثبات الجهة والفوقية الحسية لله تعالى، وعلـماء الشريعة ينكرونَها. أما تخاف منهم أن يقولوا له إنك كذبتَ على الرسل " [السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل : (ص/ 105)].
(78)- و قال الشيخ محمد بن يوسف الـمعروف بالكرماني البغدادي (786هـ) وهو أحد شرَّاح صحيح البخاري ما نصه: " قوله "في السماء" ظاهره غير مراد، إذ الله منـزه عن الحلول في الـمكان " ، نقله عنه الحافظ ابن حجر [فتح الباري (13/412)].
(79)- وقد ذكر الفقيه الشيخ تقي الدين الحصني الدمشقي (829 هـ) أن الله منـزه عن الجهة والـمكان في أكثر من موضع في كتابه دفع شُبَه من شَبَّه وتمرد ونسب ذلك إلى السيد الجليل الإمام أحمد، ورد على القائلين بذلك.
(80)- وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني الأشعري (852 هـ) ما نصه: " ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل مُحالاً على الله أن لا يوصف بالعلو، لأن وصفه بالعلو من جهة الـمعنى، والـمستحيل كون ذلك من جهة الحس، ولذلك ورد في صفته العالي والعلي والـمتعالي، ولـم يرد ضد ذلك وإن كان قد أحاط بكل شىءٍ علـماً " [فتح الباري (6/136)].
(81)- وقال أيضًا: " فمعتقد سلف الأئمة وعلـماء السنة من الخلف أن الله منـزه عن الحركة والتحول والحلول، ليس كمثله شىء " [فتح الباري (7/124)].
(82)- وقال أيضًا ما نصه: " تَقرَّر أن الله ليس بجسم، فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان " [عُمدة القاري (مجلد 12/25/117)].
https://www.islam.ms/ar/?p=44