أقوال العُلماءِ في تنزيه الله عن المكان والجسم
(14)- قال الإمام الـمجتهد أبو حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه (150 هـ) أحد مشاهير علـماء السلف إمام الـمذهب الحنفي ما نصه: "والله تعالى يُرى في الآخرة، ويراه الـمؤمنون وهم في الجنة بأعين رُؤُوسهم بلا تشبيه ولا كميّة، ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة ".
(15)- وقال أيضا في كتابه الوصية : " ولقاء الله تعالى لأهل الجنة بلا كيف ولا تشبيه ولا جهةٍ حقٌّ ".
(16)- وقال أيضا: " قلتُ : أرأيتَ لو قيل أين الله تعالى ؟ فقال – أي أبو حنيفة - : يقال له كان الله تعالى ولا مكان قبل أن يخلق الخلق، وكان الله تعالى ولـم يكن أين ولا خَلْق ولا شىء، وهو خالق كل شىء ".
(17)- وقال رضي الله عنه أيضاً (150 هـ) في كتابه " الفقه الأبسط " ما نصه: " من قال لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض فقد كفر " [الفقه الأبسط، ضمن مجموعة رسائل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص/12)]. ومراد الإمام أنَّ من نسب إلى الله التحيّز والـمكان ثمَّ قال لا أعرف هل مكانه السماء أم الأرض فهو كافرٌ . وقال الشيخ الإمام العزّ بن عبد السلام الشافعي في كتابه " حلّ الرموز " في بيان مراد أبي حنيفة ما نصه: " لأن هذا القول يُوهِم أن للحق مكاناً، ومن توهم أن للحق مكاناً فهو مشبّه ". وأيّد مُلاَّ علي القاري كلام ابن عبد السلام بقوله: " ولا شك أنَّ ابن عبد السلام من أجلّ العلـماء وأوثقهم، فيجب الاعتماد على نقله ".
ويقول الإمام الجليل أبو حامد الغزالي في تنـزيه الله عز وجل عن المكان والأمكنة: " إنَّه -يعني الله- منـزّه عن المكان وجميع الأمكنة "
ولقد ألف الإمام "ابن البرمكي" رضي الله عنه في العقيدة التي ألفها لصلاح الدين الأيوبي وبيّن فيها تنـزيه الله عز وجل عن مشابَهة المخلوقات وعن المكان والجهة فقرر صَلاَحُ الدِّين لعظيم أمرها وفائدتِها ولما حوت من معان عظيمة في توحيد الله جلَّ وعلا تدريسها للصغار والكبار لما تضمَّنت من عقائد أهل السـنَّةِ والجماعة وما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ومن تبعهم بإحسان، حتى سميت العقيدة الصلاحية. يقول في هذه العقيدة:
وَصَانِعُ العَالَمِ لاَ يَحْوِيــــهِ قُطْرٌ تَعَـالَى الله عَنْ تَشْبِيـهِ
قَدْ كَان مَوْجُوداً وَلاَ مَـكَانَا وَحُكْمُهُ الآنَ عَلَى مَا كَانـَا
سُبـْحَانَهُ جَلَّ عَنِ المَكَــانِ وَعَزَّ عَنْ تَغَـيُّرِ الزَّمَــانِ
قال الإمام أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز البغدادي التّميمي رئيس الحنابلة ببغداد في كتابه اعتقاد الإمام أحمد (ص 45) " وأنكر (أي أحمد) على من يقول بالجسم وقال إنّ الأسماء مأخوذة من الشّريعة واللّغة وأهل اللّغة وضعوا هذا الاسم على ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف والله خارج عن ذلك كلّه فلم يجز أن يسمّى جسما لخروجه عن معنى الجسميّة ولم يجئ في الشّريعة ذلك فبطل "
واعلم يا أخي المسلم أنَّه يجب طرد كل فكرةٍ عن الأذهان تفضي إلى تقدير الله عزَّ وجلَّ وتحديده لأنَّه تعالى لا يُحَدُّ وهو موجودُ بلا كيفٍ ولا مكان ولذلك يقول الإمام الجليل أبو سليمان الخطابي رضي الله عنه: " إنَّ الذي يجبُ علينا وعلى كلِّ مسلم أن يَعلَمَهُ أنَّ ربنا ليس بذي صورةٍ ولا هيئة فإنَّ الصورة تقتضي الكيفية وهي عن الله وعن صفاته منفية ".
الحديث الذي رواهُ الترمذيُّ وهو: " الرَّاحمُونَ يَرحمُهُم الرّحمنُ ارْحَموا مَنْ في الأرض يرحمْكُم من في السَّماءِ "، وفي روايةٍ أخرى " يرحمْكُم أهلُ السّماءِ ". والمقصود بأهل السَّماءِ: الملائكة، كما قال ذلك الحافظ العراقي في أماليه عَقِيبَ هذا الحديث. الملائكة يرحمون من في الأرض : أي أن الله يأمرهم بأن يستغفروا للمؤمنين (وهذه رحمة)، وينزلون لهم المطر وينفحوهم بنفحات خير ويمدوهم بمدد خير وبركة، ويحفظوهم على حَسَبِ ما يأمرهم الله تعالى. اه
ـ قال الحافظ النووي (676) : قال القاضي عياض المالكي (544): لا خِلافَ بين المسلمين قاطبةً فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أنّ الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى: " أأمنتم من في السماء" ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم .اهـ ذكره في كتابه صحيح مسلم بشرح النووي الجزء الخامس الطبعة الثانية لدار الكتب العلمية في الصحيفة 22.
قال الإمام القرطبي (671) : في تفسيره في قول الله تعالى : " أأمنتم من في السماء " : قيل هو إشارة إلى الملائكة، وقيل إلى جبريل الموكل بالعذاب. قلت: ويحتمل أن يكون المعنى: خالق من في السماء أن يخسف بكم الأرض كما خسفها بقارون. اهـ كتاب تفسير القرطبي المجلد 9 الجزء 18 طبع دار الكتب العلمية صحيفة 141.
قال الإمام الرَّازيُّ (604) : واعلم أنّ المشبهة احتجوا على إثبات المكان لله تعالى بقوله: "أأمنتم من في السماء". والجواب عنه أنّ هذه الآية لا يمكن إجراؤها على ظاهرها باتفاق المسلمين لأن كونه في السماء يقتضي كونَ السماء محيطة به من جميع الجوانب فيكون أصغر من السماء والسماء أصغر من العرش بكثير، فيلزم أن يكون الله شيئًا حقيرا بالنسبة للعرش وذلك باتفاق أهل الإسلام محال، لأنه تعالى قال: " قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ " (سورة الأنعام الآية 12). فلو كان اللهُ في السماء لوجب أن يكون مالكاً لنفسه وهذا محال، فعلمنا أنّ هذه الآية يجب صرفها عن ظاهرها إلى التأويل. كتاب التفسير الكبير (ج15 جزء30 ص61).
(19)- وأما الإمام الـمجتهد الجليل أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (241 هـ) رضي الله عنه إمام الـمذهب الحنبلي وأحد الأئمة الأربعة، فقد ذكر ابن حجر الهيتمي الشافعي أنه كان من الـمنـزهين لله تعالى عن الجهة والجسمية ، ثم قال ابن حجر ما نصه [الفتاوى الحديثية (ص/ 144)]: " وما اشتهر بين جهلة الـمنسوبين إلى هذا الإمام الأعظم الـمجتهد من أنه قائل بشىء من الجهة أو نحوها فكذبٌ وبـهتانٌ وافتراء عليه ".
(20)- وكذا كان على هذا الـمعتقد الإمام شيخ الـمحدِّثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري صاحب الصحيح (256 هـ) فقد فهِم شُرَّاح صحيحه أن البخاري كان يُنَـزِّه الله عن الـمكان والجهة.
قال الشيخ علي بن خلف الـمالكي الـمشهور بابن بطال أحد شرَّاح صحيح البخاري (449 هـ) ما نصه [فتح الباري (13/416)]: " غرض البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية الـمجسمة في تعلقها بِهذه الظواهر، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان ".
(21)- وقال الإمام الحافظ الـمجتهد أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (310 هـ) عند تفسير قول الله تعالى: { هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ } [سورة الحديد / 3] ما نصه [جامع البيان (مجلد 13/ جزء 27/215) ] : " لا شىء أقرب إلى شىء منه كما قال : { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ } [سورة ق/16] " . أي أن القُرب الـمسافي منفيٌّ عن الله ، فالذي في رأس الجبل والذي في أسفل الوادي هما بالنسبة إلى الله تعالى من حيث الـمسافة على حدٍّ سواء لأن الله تعالى منـزه عن القرب الحسّي أي القرب بالـمسافة ، أما القرب الـمعنوي فلا ينفيه هذا الإمام ولا غيره من علـماء الـمسلـمين. فهذا دليل ءاخر أن السلف كانوا يُنَـزِّهُونَ الله عن الجهة .
(22)- وقال اللغوي إبراهيم بن السّري الزّجاج أحد مشاهير اللغويين (311 هـ) ما نصه [تفسير أسماء الله الحسنى ( ص/ 48 ) ] : " العلي : هو فَعِيل في معنى فاعل ، فالله تعالى عالٍ على خلقه وهو عليٌّ عليهم بقدرته، ولا يجب أن يُذهب بالعلو ارتفاع مكانٍ، إذ قد بيَّـنَّا أن ذلك لا يجوز في صفاته تقدست، ولا يجوز أن يكون على أن يُتصور بذهن، تعالى الله عن ذلك عُلوّاً كبيراً ".
(23)- وقال أيضاً [الـمصدر السابق (ص/60) ] : " والله تعالى عالٍ على كل شَىء ، وليس الـمراد بالعلو ارتفاع الـمحلِّ ، لأن الله تعالى يجلُّ عن الـمحلِّ والـمكان، وإنَّما العُلو علوُّ الشأن وارتفاعُ السلطان ".
(24)- وقال إمام أهل السُنَّةِ أبو منصور الماتُريدي (333 هـ) رضي الله عنه ما نصه [كتاب التوحيد (ص/ 69)] : " إن الله سبحانه كان ولا مكان، وجائز ارتفاع الأمكنة وبقاؤه على ما كان، فهو على ما كان، وكان على ما عليه الآن، جلَّ عن التغـيُّر والزوال والاستحالة ". يعني بالاستحالة التحوّل والتطور والتغير من حال إلى حال وهذا منفيٌّ عن الله ومستحيل عليه سبحانه وتعالى ". و الإمام محمد بن محمد الشهير بأبي منصور الـماتريدي إمام جليلٌ من أئمة السلف الصالح مُدَافِعٌ عن الدين موضِّحٌ لعقيدة أهل السنة التي كان عليها الصحابة ومن تبعهم بإيراد أدلةٍ نقليةٍ من القرءان والحديث وأدلةٍ عقليةٍ مع ردّ شبه الـمعتزلة وذوي البدع في مناظراتِهم وخصَمهم في مُحاوراتِهم حتى أسكتهم، ومجاهدٌ في نصرة السنة وإحياء الشريعة حتى لقب بإمام أهل السنة.
(25)- وقال في كتابه " التوحيد " في إثبات رؤية الـمؤمنين لله في الآخرة ما نصه [كتاب التوحيد (ص / 85) ] : "فإن قيل كيف يُرى ؟ قيل : بلا كيف، إذ الكيفية تكون لذي صورة، بل يُرى بلا وصف قيامٍ وقعودٍ واتكاءٍ وتعلقٍ، واتصالٍ وانفصالٍ، ومقابلةٍ ومدابرةٍ، وقصيٍر وطويلٍ، ونورٍ وظلـمةٍ، وساكنٍ ومتحركٍ، ومماسٍ ومباينٍ، وخارجٍ وداخلٍ، ولا معنى يأخذه الوهم أو يُقدِّره العقل لتعاليه عن ذلك ".
فالـماتريدي يصرح بنفي الجهة عن الله تعالى، وهذا فيه ردٌّ أيضاً على الـمجسمة والـمشبهة الذين يزعمون أن السلف يقولون بإثبات الجهة، فتمسك بِما قاله الـماتريدي تكن على هدى.
(26)- وقال الحافظ محمد بن حبان (354هـ) صاحب الصحيح الـمشهور بصحيح ابن حبان ما نصه [الثقات (1/ 1)] : " الحمد لله الذي ليس له حدٌّ محدودٌ فيُحتوى، ولا له أجلٌ معدودٌ فيَفنى، ولا يحيط به جوامع الـمكان، ولا يشتمل عليه تواتر الزمان ".
(27)- وقال أيضاً ما نصه: " كان -الله- ولا زمان ولا مكان " [صحيح ابن حبان، أنظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ( 8/ 4) ].
(28)- وقال أيضاً : " كذلك ينـزل - يعني الله - بلا ءالةٍ ولا تحركٍ ولا انتقالٍ من مكانٍ إلى مكانٍ " [الـمصدر السابق ( 2/ 136 ) ].
(29)- و قال القاضي أبو بكر محمد الباقلاني الـمالكي الأشعري (403 هـ) ما نصه [الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل بـه ( ص/65 ) ]: " ولانقول إن العرش له - أي لله - قرارٌ ولامكانٌ، لأن الله تعالى كان ولا مكان، فلـما خلق الـمكان لـم يتغيّر عما كان " [الـمصدر السابق ( 2/ 136 )].
(31)- وقال أيضاً ما نصه: " ويجب أن يُعلـم أن كل ما يدل على الحدوث أو على سمة النقص فالرَّبُّ تعالى يتقدّس عنه، فمن ذلك: أنه تعالى متقدّسٌ عن الاختصاص بالجهات، والاتصاف بصفات الـمحدثات، وكذلك لا يوصف بالتحول والانتقال، ولا القيام ولا القعود، لقوله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ } [سورة الشورى/ 11]، وقوله : { وَلـم يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } [سورة الإخلاص/ 4]، ولأن هذه الصفات تدل على الحدوث والله تعالى يتقدّس عن ذلك " [الـمرجع السابق (ص/64)].
(32)- و قال أبو بكر محمد بن الحسن الـمعروف بابن فُورك الأشعري (406 هـ) ما نصه: " لا يجوز على الله تعالى الحلول في الأماكن لاستحالة كونه محدودًا ومتناهياً وذلك لاستحالة كونه مُحدَثاً " [مشكل الحديث (ص/ 57 ) ].
(33)- وقال أيضا ما نصه : " واعلـم أَنَّا إذا قلنا إن الله عزّ وجل فوق ما خلق لـم يُرْجَعْ به إلى فوقية المكان والارتفاع على الأمكنة بالـمسافة والإشراف عليها بالـمماسة لشىء منها " [مشكل الحديث ( ص/ 64 )].
(34)- وقال الشيخ الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي الإسفراييني (429 هـ) ما نصه: " وأجمعوا – أي أهل السنة – على أنه - أي الله - لا يحويه مكانٌ ولا يجري عليه زمانٌ " [الفرق بين الفرق (ص/333)].
(35)- وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (458 هـ) ما نصه: " واستدل بعض أصحابنا في نفي الـمكان عنه بقول النبيِّ صل الله عليه و سلم: « أنت الظاهر فليس فوقك شىء، وأنت الباطن فليس دونك شىء »، وإذا لـم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لـم يكن في مكان " [الأسماء والصفات (ص/400)].
(36)- وقال الفقيه الـمتكلـم أبو الـمظفر الإسفرايِـيني الأشعري (471 هـ) مانصه: " الباب الخامس عشر في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة: وأن تَعلـم أن كل ما دل على حدوث شىءٍ من الحد، والنهاية، والـمكان، والجهة، والسكون، والحركة، فهو مستحيل عليه سبحانه وتعالى، لأن ما لا يكون محدَثاً لا يجوز عليه ما هو دليل على الحدوث " [التبصير في الدين (ص/161)].
(37)- وقال الفقيه الإمام الشيخ أبو إسحاق الشيرازي الشافعي الأشعري (476 هـ) في عقيدته ما نصه: " وإن استواءه ليس باستقرارٍ ولا ملاصقةٍ لأن الاستقرار والـملاصقة صفة الأجسام الـمخلوقة، والرب عز وجل قديمٌ أزليٌّ، فدل على أنه كان ولا مكان ثم خلق الـمكان وهو على ما عليه كان " [أنظر عقيدة الشيرازي في مقدمة كتابه شرح اللـمع (1/101)].
(38)- وقال إمام الحرمين أبو الـمعالي عبد الـملك بن عبد الله الجويني الأشعري (478 هـ) ما نصه: " البارىء سبحانه وتعالى قائمٌ بنفسه، متعال عن الافتقار إلى محلٍّ يحله أو مكانٍ يُقله " [الإرشاد إلى قواطع الأدلة (ص/53)]. [اعلـم أن معنى قيامه بنفسه هو استغناؤه عن كل ما سواه، فلا يحتاج إلى مخصص له بالوجود، لأنَّ الاحتياج الى الغير ينافي قدمه، وقد ثبت وجوب قِدَمه وبقائه]
(39)- وقال أيضا ما نصه: " مذهب أهل الحق قاطبةً أن الله سبحانه وتعالى يتعالى عن التحيّز والتخصص بالجهات " [الإرشاد (ص/58)].
(40)- وقال الشيخ أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الأشعري (505هـ) ما نصه: " تعالى -أي الله- عن أن يحويه مكان، كما تقدس عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن خلق الزمان والـمكان وهو الآن على ما عليه كان " [إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقائد، الفصل الأول (1/108)].
(41)- وقال أيضاً في كتابه "إحياء علوم الدين" ما نصه : " الأصل السابع: العلـم بأنَّ الله تعالى منـزه الذات عن الاختصاص بالجهات، فإنَّ الجهة إما فوق وإما أسفل وإما يمين وإما شمال أو قدَّام أو خلف، وهذه الجهات هو الذي خلقها " [إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقائد، الفصل الثالث ، الأصل السابع (1/ 128)].
https://www.islam.ms/ar/?p=42