مَنْ هوَ المكلَّف في الإسلام ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الأمين وبعد ،
المكَلَّفُ شَرْعًا هُوَ البَالغُ العَاقِلُ الَّذِي بَلَغَتْهُ دَعْوَةُ الإسْلامِ،
وَالبُلُوغُ يَكُونُ: بِبُلُوغِ خَمْسَ عَشرَة سَنَةً قَمَرِيَّةً أوْ رؤية دم الحيض أو المني،
وأمَّا العَاقِلُ: فَهُو الَّذِي لَمْ يَذْهَبْ عَقْلُهُ. وَيُشْتَرَطُ بُلُوغُهُ دَعْوَةَ الإسْلامِ: يَعْني أنَّهُ إنْ كَانَ البُلُوغُ وَالعَقْلُ فِي شَخْصٍ يَصيرُ مُكَلَّفًا بِمُجَرَّدِ أن يَبْلُغَهُ أصْلُ الدَّعْوَةِ الإسْلامِيَّةِ، أي أنْ يَبْلُغَهُ أنَّهُ لا إلهَ إلا اللهُ وَأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَمَنْ كَانَ بَلَغَهُ الإسلامُ فَهَذا هُوَ المكَلَّفُ الَّذي هُوَ مُلْزَمٌ بِأنْ يُسْلِمَ وَيَعْمَلَ بِشَرِيعَةِ الإسْلامِ، وَأنْ يُؤَدّي الوَاجبَاتِ كُلَّها وَيَجْتنِبَ المحَرَّماتِ كُلَّهَا. وَيُفْهَمُ مِنْ ذلِكَ أنَّ الطّفْلَ الصَّغِيرَ لَيْسَ عَلَيْهِ مَسْؤُولِيَّةٌ في الآخِرَةِ حتّى يَبْلُغَ، وَكَذَلِكَ المجنونَ في حَالِ جُنُونِهِ وكذلك الَّذِي عَاشَ بَالِغًا وَلَمْ تَبْلُغْهُ دَعْوَةُ الإسْلامِ. قَالَ اللهُ تَعَالى: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [سورة الإسراء] وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : « رُفعَ القَلمُ عَنْ ثلاثَةٍ : عَن النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَن الصَّبيّ حتى يَحْتَلِمَ وَعَنِ المجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ » ـ رواهُ أبو داود .
فائدة : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو العَرَبَ المشْرِكينَ في مَوْسِمِ الحجّ حِينَ يَجْتَمِعُونَ مِنْ نَوَاحٍ شَتَّى إلى الإسْلامِ، وَيُسْمِعُهُمُ الشَّهادَتَيْنِ: « أشْهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وَأشْهَدُ أن مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ » صلى الله عليه وسلم وَكَانَ مُشْرِكُو العَرَبِ يَحُجُّونَ إلَى الكَعْبَةِ تَقْلِيدًا لأجْدَادِهِمُ المسْلِمينَ.
https://www.islam.ms/ar/?p=65