قصة صحابي مكروب دعا فاستجيب له
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
رَوَى الْحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلاَنِيُّ فِي كِتَابِهِ "الإِصَابَةُ فِي تَمْيِيزِ الصَّحَابَةِ" مَا نَصُّهُ: عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكنَى أَبَا الْمُعَلَّقِ كَانَ تَاجِرًا يَتْجَرُ بِمَالٍ لَهُ وَلِغَيْرِهِ وَكَانَ لَهُ نُسُكٌ وَوَرَعٌ وَكَانَ تَقِيًّا وَرِعًا.
خَرَجَ مَرَّةً فَلَقِيَهُ لِصٌّ مُتَقَنِّعٌ فِي السِّلاَحِ فَقَالَ لَهُ: "ضَعْ مَتَاعَكَ فَإِنِّي قَاتِلُكَ".
قَالَ: "مَا تُرِيدُ إِلاَّ دَمِي ؟ خُذِ الْمَالَ".
قَالَ: "لَسْتُ أُرِيدُ إِلاَّ دَمَكَ".
قَالَ: "فَذَرْنِي أُصَلِّي".
قَالَ: "صَلِّ مَا بَدَا لَكَ".
فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى فَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ: "يَا وَدُودُ يَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِيدِ يَا فَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ، أَسْأَلُكَ بِعِزِّكَ الَّذِي لاَ يُرَامُ وَمُلْكِكَ الَّذِي لاَ يُضَامُ أَنْ تَكْفِيَنِي شَرَّ هَذَا اللِّصِّ، يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي، يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي، يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي" قَالَهَا ثَلاَثًا فَإِذَا هُوَ بِفَارِسٍ قَدْ أَقْبَلَ نَحْوَهُ بِيَدِهِ حَرْبَةٌ يَضَعُهَا بَيْنَ أُذُنَيْ فَرَسِهِ فَلَمَّا رَأَى اللِّصَّ أَقْبَلَ نَحْوَهُ وَطَعَنَهُ وَقَتَلَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى التَّاجِرِ الصَّالِحِ وَقَالَ "قُمْ".
فَقَالَ "مَنْ أَنْتَ ؟ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَقَدْ أَغَاثَنِي اللهُ بِكَ".
قَالَ: "إِنِّي مَلَكٌ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، لَمَّا دَعَوْتَ بِدُعَائِكَ الأَوَّلِ سُمِعَتْ لِأَبْوَابِ السَّمَاءِ قَعْقَعَةٌ ثُمَّ دَعَوْتَ بِدُعَائِكَ الثَّانِي فَسُمِعَتْ لأَِهْلِ السَّمَاءِ ضَجَّةٌ ثُمَّ دَعَوْتَ بِدُعَائِكَ الثَّالِثِ فَقِيلَ لِي "دُعَاءُ مَكْرُوبٍ" فَسَأَلْتُ اللهَ أَنْ يُوَلِّيَنِي قَتْلَهُ فَأَذِنَ لِي".
وَيُحْمَلُ اسْتِئْذَانُ الْمَلَكِ رَبَّهُ بِقَتْلِ هَذَا اللِّصِّ قَاطِعِ الطَّرِيقِ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ.
https://www.islam.ms/ar/?p=262