ماذا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَعْمَلَ في نَهارِ رَمَضان. خطبة جمعة
بِسمِ اللهِ الرَّحمـنِ الرَّحِيم
الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ
إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَهْدِيهِ ونَشْكُرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا ومِنْ سَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَن يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لهُ، وَمَن يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ولا مَثِيلَ ولا شَبِيهَ ولا ضِدَّ ولا نِدَّ لَه. وأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنا وحَبِيبَنا وعَظِيمَنا وقائِدَنا وقُرَّةَ أَعْيُنِنا محمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ وصَفِيُّهُ وحَبِيبُهُ مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلعالَمِينَ هادِيًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا بَلَّغَ الرِّسالَةَ وأَدَّى الأَمانَةَ ونَصَحَ الأُمَّةَ وجاهَدَ في اللهِ حَقَّ جِهادِهِ فَجَزاهُ اللهُ عَنّا خَيْرَ ما جَزَى نَبِيًّا مِنْ أَنْبِيائِه. اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلى سَيِّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سَيِّدِنا محمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى سِيِّدِنا إِبْراهِيمَ وعَلَى ءالِ سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ وبارِكْ عَلَى سَيِّدِنا محمَّدٍ وعَلى ءالِ سَيِّدِنا محمَّدٍ كَما بارَكْتَ عَلى سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ وعَلى ءالِ سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
أَمّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ، فَإِنِّي أُوصِيكُمْ ونَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ القَدِيرِ القائِلِ في مُحْكَمِ كِتابِهِ ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءَانَآءِ الَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الأَخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُواْ الأَلْبَابِ (183)﴾[سورة البقرة].
عِبادَ اللهِ شهر رمضان هو شَهْرُ التَّوْبَةِ قَدْ ءابَ، شَهْرُ الزُّهْدِ وكَسْرِ النَّفْسِ، شَهْرُ صَفاءِ الرُّوحِ، شَهْرُ قِراءَةِ القُرْءانِ وقِيامِ اللَّيْلِ والإِكْثارِ مِنَ الخَيْرِ فَبادِرْ يا عَبْدَ اللهِ لِشَغْلِ أَيّامِكَ وأَنْفاسِكَ بِطاعَةِ اللهِ، لأَنَّ مَنْ لَمْ يَشْغَلِ الفَراغَ بِما يَعْنِيهِ شَغَلَهُ الفَراغُ بِما لا يَعْنِيه.
فَعِنْدَ الفَجْرِ اسْتَفْتِحْ بِذِكْرِ اللهِ وقُلْ بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَىْءٌ في الأَرْضِ ولا في السَّماءِ وهُوَ السَّمِيعُ العَلِيم، قُلْها ثَلاثَ مَرّاتٍ صَباحًا ومَساءً فَقَدْ وَرَدَ عَنْ حَبِيبِنا محمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّ مَنْ قَالَها ثَلاثًا لَمْ يَضُرَّهُ شَىْءٌ. ثُمَّ رَدِّدْ يا أَخِي في اللهِ أَوْرادَ التَّحْصِينِ الَّتِي وَرَدَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَإِنْ شاءَ اللهُ يَدْفَع اللهُ بِها عَنْكَ أَذَى الإِنْسِ والْجِنّ.
ثُمَّ بادِرْ إِلى صَلاةِ الصُّبْحِ في جَماعَةٍ فَلَقَدْ وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَنْ صَلَّى العِشاءَ في جَماعَةٍ فَكَأَنَّما قامَ نِصْفَ اللَّيْلِ ومَنْ صَلّى الصُّبْحَ في جَماعَةٍ فَكَأَنَّما صَلّى اللَّيْلَ كُلَّهُ اهـ رَواهُ مُسْلِمٌ وَكُنْ مَعَ الَّذِينَ يُشارِكُونَ في حَلْقَةِ القُرْءانِ الصَّباحِيَّةِ فَرَمَضانُ شَهْرُ القُرْءان، وَٱحْضُرْ مَجْلِسَ عِلْمِ الدِّينِ الضَّرُورِيِّ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ الثِّقاتِ فَفِي سُنَنِ ابْنِ ماجَه عَنْ أَبي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قالَ لَهُ يا أَبَا ذَرٍّ لأَنْ تَغْدُوَ فَتَتَعَلَّمَ ءايَةً مِنْ كِتابِ اللهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ ولأَنْ تَغْدُوَ فَتَتَعَلَّمَ بابًا مِنَ العِلْمِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ اهـ أَيْ مِنَ النَّوافِلِ فَلا تُفَوِّتْ عَلى نَفْسِكَ هَذا الخَيْرَ العَظِيمَ ولا سِيَمَا في هَذا الشَّهْرِ العَظِيمِ ولا سِيَّما في هَذا الشَّهْرِ الفَضِيل.
ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ إِذا ذَهَبْتَ إِلى العَمَلِ الدُّنْيَوِيِّ فَلا تَغْفُلْ أَنْ يَكُونَ عَمَلُكَ هَذا بِنِيَّةٍ صالِحَةٍ لِيَكُونَ لَكَ ثَوابٌ فِيهِ وكَيْ لا يَكُونَ هَدْرًا لأَنْفاسِكَ وَٱتَّقِ اللهَ في عَمَلِكَ فَلا تَكْذِبْ ولا تَغُشَّ وَتَمَثَّلْ بِقَوْلِ خَيْرِ الخَلْقِ وحَبِيبِ الحَقِّ سَيِّدِنا محمَّدٍ صَلّى اللهُ عليه وسلَّم الصِّيامُ جُنَّةٌ فَإِذا صامَ أَحَدُكُمْ فَلا يَرْفُثْ ولا يَجْهَلْ وإِنِ امْرُؤٌ قاتَلَهُ أَوْ شاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صائِمٌ إِنِّي صائِم اهـ رَواهُ مالِكٌ في الْمُوَطَّأ.
هَذِهِ هِيَ الأَخْلاقُ الَّتِي أَمَرَنا بِها رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَٱلْتَزِمْ بِالأَخْلاقِ الحَسَنَةِ فَفِي رَمَضانَ أَبْوابُ الجِنانِ تُفْتَحُ وأَبْوابُ النِّيرَانِ تُغْلَقُ والشَّياطِينُ تُصَفَّدُ، فَإِيّاكَ وسِبابَ الْمُسْلِمِينَ وشَتْمَهُمْ ولَعْنَهُمْ بِحُجَّةِ أَنَّكَ صائِمٌ وَٱتَّقِ اللهَ يا عَبْدَ اللهِ فَبِطاعَةِ اللهِ تَحْلُو الأَوْقاتُ ويُهَوِّنُ اللهُ عَلَيْكَ أَلَمَ الجُوعِ والعَطَشِ وتَنْقَضِي السّاعاتُ. ويُؤَذَّنُ لِصَلاةِ العَصْرِ، فَٱحْرِصْ عَلى أَنْ تَأْخُذَ مَعَكَ أَحَدًا إِلى مَجْلِسِ الخَيْرِ كَيْ يَزِيدَ ثَوابُكَ ويَعْظُمَ أَجْرُكَ اذْهَبْ أَنْتَ وجارُكَ، أَنْتَ وصاحِبُكَ أَنْتَ ووَلَدُكَ إِلى صَلاةِ العَصْرِ في الْمَسْجِدِ ثُمَّ مَتِّعْ قَلْبَكَ وأُذُنَيْكَ بِسَماعِ دَرْسٍ مِنْ أَفْواهِ مَنْ تَلَقَّى عِلْمَ الدِّينِ مِنْ أُناسٍ ثِقاتٍ حَتَّى تَعْرِفَ كَيْفَ تُطِيعُ اللهَ ولتَأْخُذَ مِنْ دارِ الفَناءِ لِتُعَمِّرَ دارَ البَقاء.
ثُمَّ بَعْدَ الدَّرْسِ اذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ وعَلِّمْ أَهْلَكَ ما تَعَلَّمْتَ فَقَدْ قالَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ ءايَةً اهـ كَما رَواهُ البُخارِيُّ وإِنِ احْتاجَ أَهْلُ بَيْتِكَ إِلى مُساعَدَةٍ فَبادِرْ لِذَلِكَ وكُنْ عَوْنًا لَهُمْ ولاَقِهِمْ بِالبِشْرِ والخِطابِ الجَمِيلِ وخَفِّفْ عَنْهُمْ بِالكَلامِ الجَمِيلِ التَّعَبَ الْمُضْنِيَ وتَذَكَّرْ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خِيارُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ أَيْ لِزَوْجَتِهِ وأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ اهـ.
وما أَحْلَى أَنْ تُرْسِلَ مِنْ طَعامِكَ وشَرابِكَ لِجارِكَ الفَقِيرِ، لِمُحْتاجٍ تَعْرِفُهُ تُكْرِمُهُ لِوَجْهِ اللهِ، تُفَطِّرُ صائِمًا لا يَجِدُ ما يُفْطِرُ عَلَيْهِ وتَغْنَمُ الأَجْرَ الَّذِي وَعَدَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِقَوْلِهِ مَنْ فَطَّرَ صائِمًا كانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصّائِمِ شَيْئًا اهـ رَواهُ التِّرْمِذِيُّ أَيْ لَهُ ما يُشْبِهُ أَجْرَهُ لا تَمامُ أَجْرِهِ مِنْ كُلِّ الوُجُوهِ لِأَنَّ الَّذِي صامَ رَمَضانَ صامَ الفَرْضَ والَّذِي أَطْعَمَهُ عَمِلَ نَفْلاً والنَّفْلُ لا يُساوِي الفَرْضَ قالَ رَسُولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ اهـ
ثُمَّ بَعْدَ أَنْ تَتَأَكَّدَ أَخِي مِنْ دُخُولِ الوَقْتِ بِمُراقَبَةِ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَوْ بِسَماعِ مُؤَذِّنٍ ثِقَةٍ يَعْتَمِدُ عَلى الْمُراقَبَةِ، عَجِّلْ بِالفِطْرِ لِحَدِيثِ لا يَزالُ النّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ وقُلِ اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وعَلى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ ذَهَبَ الظَّمَأُ وَٱبْتَلَّتِ العُرُوقُ وثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شاءَ اللهُ.
وٱجْعَلْ فَطُورَكَ عَلى تَمْرٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَعَلَى ماءٍ فَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ رَسُولِ اللهِ أَنَّهُ قالَ إِذا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلى تَمْرٍ فَإِنَّهُ بَرَكَةٌ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلى ماءٍ فَإِنَّهُ طَهُورٌ اهـ ثُمَّ قُمْ أَخِي لِصَلاةِ الْمَغْرِبِ ثُمَّ بَعْدَ إِتْمامِ الإِفْطارِ قُمْ بِهِمَّةٍ ونَشاطٍ إِلى الْمَسْجِدِ لِصَلاةِ العِشاءِ وقِيامِ رَمَضانَ، وأَكْثِرْ مِنْ قِراءَةِ القُرْءانِ، وإِيّاكَ أَنْ تُضَيِّعَ وَقْتَكَ عَلى التِّلْفازِ تَنْتَقِلُ مِنْ مَحَطَّةٍ إِلى أُخْرَى لِتَتَأَخَّرَ في السَّهَرِ بِلا فائِدَةٍ وتَتَأَخَّرَ في الاِسْتِيقاظِ بَلْ قُمْ إِلى مَضْجَعِكَ وذَلِكَ بَعْدَ صَلاةِ التَّرَاوِيحِ وقُلِ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وأَحْيَا وذَلِكَ لِتَقْوَى عَلى الاِسْتِيقاظِ قَبْلَ الفَجْرِ لِتَتَهَجَّدَ وتَقْرَأَ القُرْءانَ ثُمَّ تَسَحَّرْ فَإِنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً كَما رَوَى البُخارِيُّ عَنِ الصّادِقِ الْمَصْدُوق.
وهُنا أُذَكِّرُكُمْ بِفَرْضٍ مِنْ فَرائِضِ الصِّيامِ وهُوَ تَبْيِيتُ النِّيَّةِ قَبْلَ الفَجْرِ وذَلِكَ بِأَنْ تَقُولَ في قَلْبِكَ مَثَلاً نَوَيْتُ صَوْمَ يَوْمِ غَدٍ عَنْ أَداءِ فَرْضِ رَمَضانِ هَذِهِ السَّنَةِ إِيمانًا وَاحْتِسابًا للهِ تَعالى.
وٱعْلَمْ يا أَخِي أَنَّ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيالي رَمَضانَ يَحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ لَيْلَةَ القَدْرِ فَأَكْثِرْ مِنَ الدُّعاءِ والصَّلاةِ في كُلِّ لَيْلَةٍ وخاصَّةً في العَشْرِ الأَواخِرِ مِنْ رَمَضانَ فَالعِبادَةُ في لَيْلَةِ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ عِبادَةِ أَلْفِ شَهْرٍ.
ولا تَجْعَلْ رَمَضانَ زَمانًا لِلتَّنَعُّمِ والإِكْثارِ مِنَ الأَطْعِمَةِ وتَنْوِيعِها فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قالَ إِيّاكَ والتَّنَعُّمَ فَإِنَّ عِبادَ اللهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ اهـ
وإِيّاكَ إِيّاكَ أَنْ تُضَيِّعَ وَقْتَكَ في أَماكِنِ اللَّهْوِ والْمَعَاصِي بَلِ اجْتَنِبْها وانْصَحْ غَيْرَكَ بِاجْتِنابِها وقُمْ بَدَلاً مِنْ ذَلِكَ بِزِيارَةِ الأَقارِبِ وصِلَةِ الرَّحِمِ فَإِنَّها مِنْ زادِ الآخِرَة.
اللَّهُمَّ أَعِنّا عَلى القِيامِ والصِّيامِ وصِلَةِ الأَرْحامِ بِجاهِ محمَّدٍ الْمُظَلَّلِ بِالغَمام.
هَذا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لي ولَكُم.
الخطبة الثانية
إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَهْدِيهِ ونَشْكُرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا وَسَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَن يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَن يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ على سَيِّدِنا محمّدٍ الصادِقِ الوَعْدِ الأَمِينِ وعَلى إِخْوانِهِ النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِين. وَرَضِيَ اللهُ عَنْ أُمَّهاتِ الْمُؤْمِنينَ وَءالِ البَيْتِ الطَّاهِرينَ وَعَنِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ أَبي بَكْرٍ وعُمَرَ وَعُثْمانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ الأَئِمَّةِ الْمُهْتَدِينَ أَبي حَنِيفَةَ ومالِكٍ والشافِعِيِّ وأَحْمَدَ وَعَنِ الأَوْلِيَاءِ والصَّالِحِينَ أَمَّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ فَإِنِّي أُوصِيكُمْ وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ فَٱتَّقُوهُ.
وَٱعْلَمُوا أَنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلى نِبِيِّهِ الكَرِيمِ فَقالَ ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (٥٦)﴾[سورة الأحزاب/56] اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وعَلى ءالِ سَيِّدِنا محمّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلى سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ وعلى ءالِ سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ وبارِكْ على سَيِّدِنا محمّدٍ وعلى ءالِ سَيِّدِنا محمّدٍ كَمَا بارَكْتَ على سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ وعلى ءالِ سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، يَقُولُ اللهُ تَعالى ﴿يَا أَيُّها النَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ (٢)﴾[سورة الحج/1-2]، اَللَّهُمَّ إِنَّا دَعَوْناكَ فَٱسْتَجِبْ لَنَا دُعاءَنَا فَٱغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنا ذُنُوبَنَا وَإِسْرافَنا في أَمْرِنا اللَّهُمَّ ٱغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْواتِ رَبَّنا ءاتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ النَّارِ اللَّهُمَّ ٱجْعَلْنَا هُداةً مُهْتَدِينَ غَيْرَ ضالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ اللَّهُمَّ ٱسْتُرْ عَوْراتِنا وَءَامِنْ رَوْعاتِنا وَٱكْفِنا ما أَهَمَّنا وَقِنَا شَرَّ ما نَتَخَوَّفُ . عِبادَ اللهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. اُذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يُثِبْكُمْ وَٱشْكُرُوهُ يَزِدْكُمْ، وَٱسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ وَٱتَّقُوهُ يَجْعَلْ لَكُمْ مِنَ أَمْرِكُمْ مَخْرَجًا، وَأَقِمِ الصَّلاةَ.
https://www.islam.ms/ar/?p=196