تفسير سورة يوسف آية 66

قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ

66 - قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ وَبِالْيَاءِ مَكِّيٌّ مَوْثِقًا عَهْدًا مِنَ اللَّهِ وَالْمَعْنَى حَتَّى تُعْطُونِي مَا أَتَوَثَّقُ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أَيْ : أَرَادَ أَنْ يَحْلِفُوا لَهُ بِاللَّهِ وَإِنَّمَا جَعَلَ الْحَلِفَ بِاللَّهِ مُوثَقًا مِنْهُ ؛ لِأَنَّ الْحِلْفَ بِهِ مِمَّا يُؤَكَّدُ بِهِ الْعُهُودُ وَقَدْ أَذِنَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ فَهُوَ إِذْنٌ مِنْهُ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ جَوَابُ الْيَمِينِ ؛ لِأَنَّ الْمَعْنَى حَتَّى تَحْلِفُوا لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ إِلَّا أَنْ تُغْلَبُوا فَلَمْ تُطِيقُوا الْإِتْيَانَ بِهِ فَهُوَ مَفْعُولٌ لَهُ وَالْكَلَامُ الْمُثْبَتُ وَهُوَ قَوْلُهُ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ فِي تَأْوِيلِ النَّفْيِ فَلَا بُدَّ مِنْ تَأْوِيلِهِ بِالنَّفْيِ أَيْ : لَا تَمْتَنِعُوا مِنَ الْإِتْيَانِ إِلَّا لِلْإِحَاطَةِ بِكُمْ ، يَعْنِي لَا تَمْتَنِعُوا مِنْهُ لِعِلَّةٍ مِنَ الْعِلَلِ إِلَّا لِعِلَّةٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَهُوَ اسْتِثْنَاءُ مَنْ أَعَمِّ الْعَامِّ فِي الْمَفْعُولِ لَهُ وَالِاسْتِثْنَاءُ مِنْ أَعَمِّ الْعَامِّ لَا يَكُونُ إِلَّا فِي النَّفْيِ فَلَا بُدَّ مِنْ تَأْوِيلِهِ بِالنَّفْيِ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قِيلَ حَلَفُوا بِاللَّهِ رَبِّ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ بَعْضُهُمْ يَسْكُتُ عَلَيْهِ ؛ لِأَنَّ الْمَعْنَى قَالَ يَعْقُوبُ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ مِنْ طَلَبِ الْمَوْثِقِ وَإِعْطَائِهِ وَكِيلٌ رَقِيبٌ مُطَّلِعٌ غَيْرَ أَنَّ السَّكْتَةَ تَفْصِلُ بَيْنَ الْقَوْلِ وَالْمَقُولِ وَذَا لَا يَجُوزُ فَالْأَوْلَى أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا بِالصَّوْتِ فَيَقْصِدُ بِقُوَّةِ النَّغْمَةِ اسْمَ اللَّهِ

تفسير القرآن الكريم تفسير النسفي تفسير قرآن أهل السنة والجماعة تفسير قرآن كامل تفسير سورة يوسف آية 66