تفسير سورة لقمان آية 19
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ
19 - وَاقْصِدْ الْقَصْدُ التَّوَسُّطُ بَيْنَ الْعُلُوِّ وَالتَّقْصِيرِ فِي مَشْيِكَ أَيِ اعْلُ فِيهِ حَتَّى يَكُونَ مَشْيًا بَيْنَ مَشْيَيْنِ لَا تَدِبُّ دَبِيبَ الْمُتَمَاوِتِينَ وَلَا تَثِبُ وُثُوبَ الشُّطَّارِ وَأَمَّا قَوْلُ عَائِشَةَ فِي عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ كَانَ إِذَا مَشَى أَسْرَعَ فَإِنَّمَا أَرَادَتِ السُّرْعَةَ الْمُرْتَفِعَةَ عَنْ دَبِيبِ الْمُتَمَاوِتِ ، وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - كَانُوا يُنْهَوْنَ عَنْ خَبَبِ الْيَهُودِ وَدَبِيبِ النَّصَارَى وَلَكِنْ مَشْيًا بَيْنَ ذَلِكَ وَقِيلَ مَعْنَاهُ : وَانْظُرْ مَوْضِعَ قَدَمَيْكَ مُتَوَاضِعًا وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ وَانْقُصْ مِنْهُ أَيِ اخْفِضْ صَوْتَكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ أَيْ : أَوْحَشَهَا لَصَوْتُ الْحَمِيرِ لِأَنَّ أَوَّلَهُ زَفِيرٌ وَآخِرَهُ شَهِيقٌ كَصَوْتِ أَهْلِ النَّارِ ، فَإِنَّهُ يَصِيحُ لِرُؤْيَةِ الشَّيْطَانِ وَلِذَلِكَ سَمَّاهُ اللَّهُ مُنْكَرًا وَفِي تَشْبِيهِ الرَّافِعِينَ أَصْوَاتَهُمْ بِالْحَمِيرِ وَتَمْثِيلِ أَصْوَاتِهِمْ بِالنُّهَاقِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ فِي غَايَةِ الْكَرَاهَةِ وَإِنَّمَا وَحَّدَ صَوْتَ الْحَمِيرِ وَلَمْ يَجْمَعْ لِأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَذْكُرَ صَوْتَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ آحَادِ هَذَا الْجِنْسِ حَتَّى يَجْمَعَ بَلِ الْمُرَادُ أَنَّ كُلَّ جِنْسٍ مِنَ الْحَيَوَانِ لَهُ صَوْتٌ وَأَنْكَرُ أَصْوَاتِ هَذِهِ الْأَجْنَاسِ صَوْتُ هَذَا الْجِنْسِ فَوَجَبَ تَوْحِيدُهُ
https://www.islam.ms/ar/?p=4303