تفسير سورة المائدة آية 5
الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
5 - الْيَوْمَ الْآنَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ كَرَّرَهُ تَأْكِيدًا لِلْمِنَّةِ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ أَيْ: ذَبَائِحُهُمْ ؛ لِأَنَّ سَائِرَ الْأَطْعِمَةِ لَا يَخْتَصُّ حِلُّهَا بِالْمِلَّةِ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُطْعِمُوهُمْ ؛ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ حَرَامًا عَلَيْهِمْ طَعَامُ الْمُؤْمِنِينَ لَمَا سَاغَ لَهُمْ إِطْعَامُهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ هِيَ الْحَرَائِرُ، أَوِ الْعَفَائِفُ، وَلَيْسَ هَذَا بِشَرْطٍ لِصِحَّةِ النِّكَاحِ، بَلْ هُوَ لِلِاسْتِحْبَابِ ؛ لِأَنَّهُ يَصِحُّ نِكَاحُ الْإِمَاءِ مِنَ الْمُسْلِمَاتِ، وَنِكَاحُ غَيْرِ الْعَفَائِفِ. وَتَخْصِيصُهُنَّ بَعْثٌ عَلَى تَخَيُّرِ الْمُؤْمِنِينَ لِنُطَفِهِمْ. وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى الطَّيِّبَاتِ، أَوْ مُبْتَدَأٌ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ، أَيْ: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ حِلٌّ لَكُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ هِيَ الْحَرَائِرُ الْكِتَابِيَّاتُ، أَوِ الْعَفَائِفُ الْكِتَابِيَّاتُ. إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ أَعْطَيْتُمُوهُنَّ مُهُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ مُتَزَوِّجِينَ غَيْرَ زَانِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ صَدَائِقَ، وَالْخِدْنُ: يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ بِشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ، وَمَا أَحَلَّ اللَّهُ، وَحَرَّمَ فَقَدْ حَبِطَ بَطَلَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
https://www.islam.ms/ar/?p=1519