تفسير سورة القصص آية 8
فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ
8 - فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ أَخَذَهُ ، قَالَ الزَّجَّاجُ كَانَ فِرْعَوْنُ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ مِنْ إِصْطَخَرَ ، لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا أَيْ : لِيَصِيرَ الْأَمْرُ إِلَى ذَلِكَ لَا أَنَّهُمْ أَخَذُوهُ لِهَذَا كَقَوْلِهِمْ : "لِلْمَوْتِ مَا تَلِدُ الْوَالِدَةُ" ، وَهِيَ لَمْ تَلِدْ لِأَنْ يَمُوتَ وَلَدُهَا وَلَكِنَّ الْمَصِيرَ إِلَى ذَلِكَ كَذَا قَالَهُ الزَّجَّاجُ ، وَعَنْ هَذَا قَالَ الْمُفَسِّرُونَ إِنَّ هَذِهِ لَامُ الْعَاقِبَةِ وَالصَّيْرُورَةِ ، وَقَالَ صَاحِبُ الْكَشَّافِ : هِيَ لَامُ كَيِ الَّتِي مَعْنَاهَا التَّعْلِيلُ كَقَوْلِكَ : جِئْتُكَ لِتُكْرِمَنِي ، وَلَكِنْ مَعْنَى التَّعْلِيلِ فِيهَا وَارِدٌ عَلَى طَرِيقِ الْمَجَازِ لِأَنَّ ذَلِكَ لَمَّا كَانَ نَتِيجَةَ الْتِقَاطِهِمْ لَهُ شُبِّهَ بِالدَّاعِي الَّذِي يَفْعَلُ الْفَاعِلُ الْقَتْلَ لِأَجْلِهِ وَهُوَ الْإِكْرَامُ الَّذِي هُوَ نَتِيجَةُ الْمَجِيءِ وَحَزَنًا وَحُزْنًا : عَلِيٌّ وَحَمْزَةُ وَهُمَا لُغَتَانِ كَالْعَدَمِ وَالْعُدْمِ . إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ "خَاطِينَ" تَخْفِيفُ "خَاطِئِينَ" أَبُو جَعْفَرٍ أَيْ : كَانُوا مُذْنِبِينَ فَعَاقَبَهُمُ اللَّهُ بِأَنْ رَبَّى عَدُوَّهُمْ وَمَنْ هُوَ سَبَبُ هَلَاكِهِمْ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَكَانُوا خَاطِئِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ فَلَيْسَ خَطَؤُهُمْ فِي تَرْبِيَةِ عَدُوِّهِمْ بِبِدْعٍ مِنْهُمْ
https://www.islam.ms/ar/?p=4080