تفسير سورة الشعراء آية 82
وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ
82 - وَالَّذِي أَطْمَعُ طَمَعَ الْعَبِيدِ فِي الْمَوَالِي بِالْإِفْضَالِ لَا عَلَى الِاسْتِحْقَاقِ بِالسُّؤَالِ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي ، وَاسْتِغْفَارُ الْأَنْبِيَاءِ تَوَاضُعٌ مِنْهُمْ لِرَبِّهِمْ وَهَضْمٌ لِأَنْفُسِهِمْ وَتَعْلِيمٌ لِلْأُمَمِ فِي طَلَبِ الْمَغْفِرَةِ يَوْمَ الدِّينِ يَوْمَ الْجَزَاءِ .
كُلَّ الأَنْبِيَاءِ مُتَّصِفون بِالصِّدْقِ وِالأمانَةِ والْفَطانَةِ ، فَيَسْتَحيلُ عَلَيْهِمْ الْكَذِبُ وَالْخِيانَةُ وَالرَّذَالَةُ وَالسَّفاهَةُ وَالْبَلاَدَةُ ، وَتَجِبُ لَهُمْ الْعِصْمَةُ مِنَ الْكُفْرِ وَالْكَبَائِرِ وَصَغَائِرِ الْخِسَّةِ قَبْلَ النُّبُوَةِ وَبَعْدَهَا. والأَنبِيَاء مَحْفُظون من كل ما يُنفِّرُ عن قبول الدّعوة منهم. فلا تصيبهم الأمراض المنفّرة كالبَرَص وخروج الدُّودِ. قال تعالى بعد ذكر عدد منهم: ﴿ وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى العَالمَينَ ﴾ [سورة الأنعام آية 86].
تجب للأنبياء العصمةُ من الكفر والكبائر وصغائر الخِسَّة والدناءة كسرقة حبَّة عنب. وقد يحصل من بعضهم معصيةٌ صغيرةٌ ليس فيها خسّةٌ لكن يُنبَّهون للتّوبة قبل أن يقتدي بهم فيها غيرهم ، كما حصل من آدم حين أكل من الشجرة ثم تاب بعد ذلك. فممّا مضى نَعلَم أنَّ النبيَّ لا يحصُلُ منه كفرٌ لا قبل النبوة ولا بعدها ، لأن الله يَحفَظُه ويُلهِمُه الإيمانَ قبل أن يَنـزِل عليه الوحي.
https://www.islam.ms/ar/?p=3837