تفسير سورة السجدة آية 22
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ
22 - وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ وُعِظَ بِآيَاتِ رَبِّهِ أَيْ : بِالْقُرْآنِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا أَيْ : فَتَوَلَّى عَنْهَا وَلَمْ يَتَدَبَّرْ فِيهَا وَ"ثُمَّ" لِلِاسْتِبْعَادِ أَيْ : إِنَّ الْإِعْرَاضَ عَنْ مِثْلِ هَذِهِ الْآيَاتِ فِي وُضُوحِهَا وَإِنَارَتِهَا وَإِرْشَادِهَا إِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ وَالْفَوْزِ بِالسَّعَادَةِ الْعُظْمَى بَعْدَ التَّذْكِيرِ بِهَا مُسْتَبْعَدٌ فِي الْعَقْلِ كَمَا تَقُولُ لِصَاحِبِكَ : "وَجَدْتُ مِثْلَ تِلْكَ الْفُرْصَةِ ثُمَّ لَمْ تَنْتَهِزْهَا ؟!" اِسْتِبْعَادًا لِتَرْكِهِ الِانْتِهَازَ ، إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ وَلَمْ يَقُلْ : "مِنْهُ" لِأَنَّهُ إِذَا جَعَلَهُ أَظَلَمَ كُلِّ ظَالِمٍ ثُمَّ تَوَعَّدَ الْمُجْرِمِينَ عَامَّةً بِالِانْتِقَامِ مِنْهُمْ فَقَدْ دَلَّ عَلَى إِصَابَةِ الْأَظْلَمِ النَّصِيبَ الْأَوْفَرَ مِنَ الِانْتِقَامِ وَلَوْ قَالَهُ بِالضَّمِيرِ لَمْ يُفِدْ هَذِهِ الْفَائِدَةَ .
https://www.islam.ms/ar/?p=4339