تفسير سورة البقرة آية 51 - 52
وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ
51 - وَإِنَّمَا قَالَ: وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَعَدَهُ بِالْوَحْيِ، وَوَعْدُهُ: هُوَ الْمَجِيءُ لِلْمِيقَاتِ إِلَى الطُّورِ، "وَعَدْنَا" حَيْثُ كَانَ: بَصْرِيٌّ ، لَمَّا دَخَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِصْرَ بَعْدَ هَلَاكِ فِرْعَوْنَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ كِتَابٌ يَنْتَهُونَ إِلَيْهِ، وَعَدَ اللَّهُ تَعَالَى مُوسَى أَنْ يُنْزِلَ عَلَيْهِ التَّوْرَاةَ، وَضَرَبَ لَهُ مِيقَاتًا: ذَا الْقَعْدَةِ وَعَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ. وَقَالَ: أَرْبَعِينَ لَيْلَةً لِأَنَّ الشُّهُورَ غُرَرُهَا بِاللَّيَالِي. و "أَرْبَعِينَ": مَفْعُولٌ ثَانٍ لِوَاعَدْنَا لَا ظَرْفٌ ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ مَعْنَاهُ: وَاعَدْنَاهُ فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ أَيْ: إِلَهًا، فَحُذِفَ الْمَفْعُولُ الثَّانِيَ لِـ "اتَّخَذْتُمْ"، وَبَابُهُ بِالْإِظْهَارِ مَكِّيٌّ وَحَفْصٌ، مِنْ بَعْدِهِ مِنْ بَعْدِ ذَهَابِهِ إِلَى الطُّورِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ أَيْ: بِوَضْعِكُمُ الْعِبَادَةَ غَيْرَ مَوْضِعِهَا، وَالْجُمْلَةُ حَالٌ، أَيْ: عَبَدْتُمُوهُ ظَالِمِينَ.
ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
52 - ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مَحَوْنَا ذُنُوبَكُمْ عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ مِنْ بَعْدِ اتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ لِكَيْ تَشْكُرُوا النِّعْمَةَ فِي الْعَفْوِ عَنْكُمْ.
https://www.islam.ms/ar/?p=935