الآجروميّة بَابُ الْمَصْدَرِ
بِسْمِ اللهِ الرحْمَنِ الرحِيم
الْمَصْدَر هُوَ الاسْمُ الْمَنْصُوبُ الَّذِي يَجِيءٌ ثَالِثًا فِي تَصْرِيفِ الْفِعْلِ نَحْو َقَوْلِكَ: ضَرَبَ يَضْرِبُ ضَرْبًا وَهُوَ قِسْمَانِ: لَفْظِيٌّ وَمَعْنَوِيٌّ فَإِنْ وَافَقَ لَفْظُهُ لَفْظَ فِعْلِهِ فَهْوَ لَفْظِيّ نَحْوَ قَوْلِك: قَتَلْتُهُ قَتْلاً. وَإِنْ وَافَقَ مَعْنَى فِعْلِهِ دُونَ لَفْظِهِ فَهُوَ مَعْنَوِيٌّ نَحْوَ: جَلَسْتُ قُعُودًا وَقُمْتُ وُقُوفًا.
والْمَصْدَر يسمى المفعول المطلق (وهو: الاسم المنصوب الذي يجئ ثالثا في تصريف الفعل، نحو قولك: ضرب يضرب ضربا) يعني أن المصدر هو الاسم أي اسم الحدث الذي يجئ ثالثا في تصريف الفعل أي في تغييره من صيغة إلى صيغة أخرى نحو: ضرب يضرب ضربا، فقد تغير من صيغة الماضي إلى صيغة المضارع ثانيا والمصدر ثالثا، فإذا قلت: ضربَ زيْدٌ ضربا فزيدٌ فاعل، وضربا مفعول مطلق منصوب بضرب، وإن شئت قلت: منصوب على المصدر بضرب.
(والْمَصْدَر قسمان: لفظي ومعنوي فإن وافق لفظه لفظ فعله فهو لفظي نحو قولك: قتلته قتلاً. وإن وافق معنى فعله دون لفظه فهو معنوي نحو: جلست قعودا وقمت وقوفا) فإن الجلوس والقعود بمعنى واحد كما أن القيام والوقوف بمعنى واحد، فكل من قعودا ووقوفا منصوب على المصدرية بالفعل الذي قبله، ويكفي اتفاقهما في المعنى وإن اختلفا في اللفظ، وقيل يقدر لهما فعل موافق في اللفظ فيقال في الأول: جلست وقعدت قعودا وفي الثاني: قمت ووقفت وقوفا، وذلك تكلف لا حاجة إليه.
https://www.islam.ms/ar/?p=503