من ءاداب الإحرام
بسم الله الرحمن الرحيم
من ءاداب الإحرام
يستحب لمن أراد الإحرام أن يغتسل قبله غُسلًا ينوي به غسلَ الإحرام، وهو مستحب لكل مَن يصح منه الإحرام.
ثم يتطيَّب والأحسن أن يتطيب بالمسك المخلوط بماء الورد، وهذا التطيب سواء فيه الرجل والمرأة. ويسنّ الطيب في البدن دون الثوب.
- ويلزم الحاج أن يتجرد عن الملبوس الذي يحرم لبسه فلا يلبس الرجل ما يحيط ببدنه بالخياطة كالقميص والسروال. ويلبس إزارًا ورداءً والأفضل أن يكونا أبيضين جديدين، أو مستعملين نظيفين.
ثم يصلي ركعتين ينوي بهما سنة الإحرام، يقرأ فيهما بعد الفاتحة ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)﴾[سورة الكافرون] و﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1)﴾ [سورة الإخلاص]، فإذا صلى أحرم بعد ذلك، والإحرام معناه أن ينوي بقلبه فعل الحج أو العمرة أو كليهما على حسب مراده والأفضل في مذهب الشافعي الإفراد أي أن يأتي بالحج أولا ثم يأتي بالعمرة، فمن أراد الحج يقول: نويت الحج وأحرمتُ به لله تعالى.
ثم يستحب بعد ذلك أن يلبي فيقول : لبيكَ اللهم لبيك، لبيكَ لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمدَ والنعمة لك والملك، لا شريكَ لك. والرجال يجهرون بها، أما النساء فلا يجهرن بها.
فَائِدَةٌ: مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَخَافَ أَنْ يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَجِّ مَانِعٌ يَمْنَعُهُ مِنَ الْحَجِّ يَقُولُ عِنْدَ النِّيَّةِ «نَوَيْتُ الْحَجَّ وَأَحْرَمْتُ بِهِ لِلَّهِ تَعَالَى وَمَحِلِّي حَيْثُمَا حَبَسَنِي حَابِسٌ إِذَا حَبَسَنِي» ثُمَّ إِنْ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَجِّ حَائِلٌ بَعْدَمَا أَحْرَمَ يَتَحَلَّلُ بِحَلْقِ شَعَرِ رَأْسِهِ أَوْ تَقْصِيرِهِ وَلا يَلْزَمُهُ الذَّبْحُ. كَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ حَدِيثُ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ وَأَنَا شَاكِيَةٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «حُجِّي وَاشْتَرِطِي أَنَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي» اهـ.
وَيَجُوزُ التَّحَلُّلُ أَيْ فَكُّ الإِحْرَامِ أَيْ بَعْدَ الدُّخُولِ فِيهِ لِلْمُحْصَرِ وَهُوَ الَّذِي مَنَعَهُ الْعَدُوُّ مِنْ دُخُولِ مَكَّةَ فَهَذَا بِالْحَلْقِ وَالذَّبْحِ يَنْوِي التَّحَلُّلَ عِنْدَمَا يَذْبَحُ وَعِنْدَمَا يَحْلِقُ يَنْوِي بِقَلْبِهِ أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنَ الإِحْرَامِ. فَإِنْ عَجَزَ عَنِ الذَّبْحِ فَطَعَامٌ بِنِيَّتِهِ أَيْ إِنْ عَجَزَ عَنِ الذَّبْحِ يَدْفَعُ طَعَامًا بِقِيمَةِ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ ذَبْحُهُ يَشْتَرِي الْقَمْحَ إِنْ كَانَ هُنَاكَ، فِي ذَلِكَ الزَّمَنِ أَغْلَبُ قُوتِ أَهْلِ الْحَرَمِ الْقَمْحُ وَلا يَشْتَرِي الْخُبْزَ بَلْ يَشْتَرِي الْقَمْحَ وَيُوَزِّعُهُ عَلَى فُقَرَاءِ الْحَرَمِ، فَإِنْ عَجَزَ فَيَصُومُ عَنْ كُلِّ مُدٍّ يَوْمًا أَيْ بِعَدَدِ أَمْدَادِ الطَّعَامِ يَصُومُ.
https://www.islam.ms/ar/?p=674